انفتحت شهيته على القتل بعد أن تلوثت يده بأول ضحية، وبرع في أن يُخفي أثار الجريمة حتى لا تتمكن الأجهزة الأمنية في الوصول إليه، واستطاع سفاح الجيزة أن يُخرج من جريمة ولم يتم توجيه أي اتهام إليه، وارتكب العديد من جرائم القتل خلال 2015 و2017، ولم يُكشف آمره إلا بالصدفة، وبرع السفاح “قذافي فراج عبدالعاطي البالغ من العمر 49 سنة أن يتخلص من ضحياها ودفنهم بطريقة احترافية.
ويضع الجُثة على رأسها ومن ثم ينفض عليها التراب، بدون أن يتأثر بأي ضحية أو أي جريمة أرتكبها، وبعدها يُكمل حياته بشكل طبيعي وكأنه لم يفعل شيء، بدأت الأمور تسير على هذا المنوال ولم يتخيل السفاح المحترف بأن يكشف آمره عن طريق الصدفة، حيثُ تبين أنه قضى عقوبة السجن بدلاً من الذي قتله، وفي ذلك الوقت قامت أسرة المتهم الأول بالإبلاغ عن اختفائه شك رجال الأمن أن الرجل الذي يقنط السجن هو “قذافي فراج”، وليس “رضا محمد عبداللطيف” صديق طفولته.
الضحية الأولى
وأنهى حياة صديق عمره عام 2015، وكانت بينهما علاقة قوية تجمعهما معًا منذ الطفولة، وترجع تفاصيل القصة حيثُ أقدم “قذافي”، على قتل “رضا محمد”، خشى أن يُفضح آمره من سرقة الأموال التي كان يُرسلها “رضا محمد”، من السعودية حيثُ كان يعمل مهندسًا لمدة 20 عامًا، وكان “قذافي” في انتظار صديق عمره وطفولته في المطار بخطة محكمة لم تأتي في مُخيلة أحد وأستدرجه في شقته بحجة انه مُرهق من السفر، ودعاه في شقة بمنطقة “بولاق الدكرور”، ودعاه إلى وجبة غداء كانت الآخيرة في حياته ووضع له السم بداخلها.
وانهال “قذافي” على صديقه بالضرب المبرح مستخدمًا قطعة حديدية، ليفترشه وسط بركة من الدماء، وتفنن في إخفاء جُثمانه داخل حقيبة السفر، ولم يتحرك بداخله جفن، ومن ثم نقله إلى شقة آخرى في ذات المنطقة ودعا مجموعة من العمال لتكسير السيراميك بحجة اصلاح مواسير الصرف الصحي، وعندما انصرفوا دفن الجثمان واعاد الشقة إلى وضعها الطبيعي.
الضحية الثانية
واستعد المتهم في جريمته الثانية وأنهى حياة “نادين السيد الجهادي” طالبة بكلية الحقوق، لم تبلغ الـ 20 عامًا، وكانت بينها وبين المتهم علاقة غير شرعية ووعدها بأن يكون لها سندًا وظهرًا حاميًا لها، ولكنه أخلف وعده وأزهق حياتها، بطريقة احترافية ومن ثم تزوج شقيقتها “فاطمة الزهراء”، وأوهم أهلها بأن إبنتهم قامت بالسفر برفقة منتج سوري الجنسية لتعمل معه كـ موديل إعلانات في باريس، حسبما أدلى بشهادته أمام المحكمة.
الضحية الثالثة
أصبح ازهاق الروح المهنة التي عشقها، ولم يتحدث إلا بلغة الدماء للهروب من مشكلاته والعواقب التي تواجهه، وقتل زوجته “فاطمة زكريا”، بعد مشادة بينهما بسبب زيادة المصروفات المنزلية وقام برطم رأسها عدة مرات على حافة الحائط، ولقت حتفها قام بعدها بوضعها في “ديب فريزر” ودفنها ببراعة بكامل ملابسها ومشغولاتها الذهبية واعتقد بذلك أنه تخلص من المشكلات التي تقابله بطريقة إبداعية.
الضحية الرابعة
انتقل بعدها المتهم إلى الإسكندرية لمتابعة جرائمه بعدما انتحل شخصية صديقه “رضا” وتزوج من صيدلانية تُدعى «نهى» وودعت الحياة أواخر 2017 بعد خنقها على يده، عقب اكتشافها عملية النصب التي تعرضت لها من قبل “قذافي”، وأقدم المتهم على التخلص من الضحية من خلال استدراجها إلى مخزن بمنطقة العصافرة وخنقها حتى فارقت الحياة و قام بدفنها داخل إحدى الغرف في المخزن، و ذلك للتخلص من تهديها له بتقديم بلاغ بعملية النصب التي تعرّضت لها إذا لم يرد أموالها: «هددتني إنها هتقدم بلاغ ضدي، فقررت أقتلها عشان أرتاح وأخلص منها».
سقط في يد العدالة
اترفع الستار عن جرائم السفاح وبدأت جرائمه تظهر جريمة تلو الآخرى، وذلك عقب تلقي رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور صباح يوم 10 نوفمبر الماضي قرار النيابة العامة بانتداب خبير أدلة جنائية لمعاينة أماكن جريمة قتل، ودفن كل من «رضا» و«فاطمة» و«نادين»، وتم العثور على عظام ورفات الضحايا داخل العقار الذي يحمل رقم 16 في شارع أبناء سوهاج من ترعة عبد العال المتفرعة من شارع العشرين، و تم تحرير محضر بالواقعة وإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات.
وأصدرت محكمة جنايات الجيزة، حكم جديد بالإعدام شنقا على فراج عبد العاطي “سفاح الجيزة”، في اتهامه بقتل زوجته.
وتسلمت المحكمة تقرير مستشفى الأمراض النفسية بشأن المتهم بعد شهرين من إيداعه المستشفى، وكشف التقرير أن المتهم لا يعاني من أي أمراض نفسية أو عصبية، كما أنه سليم تمامًا وليس كما ادعى دفاعه أن هناك خللًا في قُواه العقلية جعله يرتكب تلك الأفعال من قتل وذبح ودفن ضحاياه في المنزل.
وسبق أن قضت محكمة جنايات الجيزة، المنعقدة بزينهم، بالإعدام شنقًا للمتهم قذافي فراج عبدالعاطي المعروف بـ”سفاح الجيزة”، لقيامه بقتل صديقه رضا عبداللطيف، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.
