أدان مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قصفَ قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى المعمداني بغزة، مما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى بينهم عشرات النساء والأطفال.
واستصرخ مجلسُ حكماء المسلمين الضمير الإنساني لوضع حدٍّ لهذه الجرائم المستمرة ضدَّ المدنيين العزل في قطاع غزة، التي تمثل انتهاكًا صارخًا لكافة القوانين الدولية والمواثيق والأعراف الإنسانية، مؤكدًا أنَّ التاريخ لن ينسى هذه السلوك الإجرامي بحق الأبرياء العزل.
وطالب مجلس حكماء المسلمين المجتمع الدولي والمنظَّمات العربيَّة والإقليميَّة والدوليَّة بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات لوقف هذا العدوان الإجرامي والتَّطهير العرقي والإبادة الجماعيَّة التي يرتكبُها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، محذرًا من أن استمرار هذه الانتهاكات ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة، الأمر الذي يُوجِبُ التحرك العاجل لتقديم الدعم والإغاثة العاجلة للمنكوبين.
وأكِّد مجلس حكماء المسلمين أنَّ الاعتداء على المدنيين الأبرياء والأطفال والنِّساء يعد جريمةً مروعة ضدَّ الإنسانية يجب محاسبة مرتكبيها وفقًا للقانون الدولي.
وكان الأزهر الشريف قد وجه نداء إلي الأمتين العربية والإسلامية بعد قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى المعمداني بغزة جاءت كالتالي:
وقال: على الأمة العربية والإسلامية أن تعيد النظر جذريًّا في الاعتماد على الغرب الأوروبي الأمريكي المتغطرس، وعلى الفلسطينيين أن يثقوا في أنَّ الغرب بكل ما يملك من طاقاتٍ عسكريةٍ وآلاتٍ تدميريةٍ ضعيف وخائف حين يلقاكم أو تلقونه، فهو يقاتلُ على أرضٍ غير أرضه ويدافع عن عقائد وأيديولوجيات بالية عفا عليها الزمن، وأصبحت من المضحكات المبكيات، وعليكم أن تواجهوه معتصمين بالله ورسوله محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وبصمودكم في وجه هجماتِه الوحشية البربريَّة، وما مقدار الغرب في ميزان الصومال وأفغانستان منكم ببعيدٍ، وعلى الأمة الإسلامية أن تستثمر ما حباها الله به من قوة وأموال وثروات وما تملكه من عُدةٍ وعتادٍ، وأن تقف به خلف فلسطين وشعبها المظلوم الذي يواجه عدوًّا فقد الضَّمير والشعور والإحساس، وأدار ظهرَه للإنسانيَّة والأخلاق وكل تعاليم الرسل والأنبياء، وعليكم أن تستجيبوا لقوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، وإن شئتم معرفة طبيعة عدوِّكم على حقيقتِه فتأمَّلوا جيدًا قوله تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}.