اعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء اليوم الاثنين انه تم جمع أكثر من ملياري يورو (1ر2 مليار دولار) من المساعدات للسودان
جاء ذلك في حتام في ختام المؤتمر الخاص بالسودان في باريس وعقد المؤتمر بعد ان ناشدت ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي المجتمع الدولي للحصول على دعم عاجل نظرا للوضع الإنساني الكارثي في البلاد التي تعصف بها الحرب الأهلية.
وقال، :” نحن لا ننسى ما يحدث في السودان وما زلنا نحشد جهودنا”.
وتحدث ماكرون عن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم وخطر المجاعة.
وقال ماكرون: “إن حجم التزامنا سيمكننا من تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا في مجالات الغذاء والصحة والمياه والنظافة والتعليم وحماية السكان الأكثر ضعفا”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في نيويورك اليوم الاثنين، إن “العالم ينسى شعب السودان”، داعيا إلى بذل جهود مشتركة لوقف إطلاق النار ووضع حد لإراقة الدماء، مضيفا “السبيل الوحيد للخروج من هذا الرعب هو حل سياسي”.
وأضاف جوتيريش ، إن السودان هو أكثر من مجرد صراع بين مجموعتين: “هذه حرب ضد عدة آلاف من المدنيين الذين قتلوا وعشرات الآلاف الذين شوهوا… وهي حرب ضد حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي”.
وقال “الشعب السوداني بحاجة ماسة إلى دعم وسخاء المجتمع الدولي لمساعدته على تجاوز هذا الكابوس”.
وفي فبراير قدرت الأمم المتحدة أن هناك حاجة إلى 1ر4 مليار دولار كمساعدات طارئة للمتضررين من الصراع. وحسبما أفادت بيربوك ، تم تمويل 6٪ فقط من هذا حتى الآن.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن الغذاء ومياه الشرب وأغذية الأطفال والأدوية والملابس والتعليم والسكن و”قبل كل شيء المشورة النفسية” كلها غير متوفرة.
وتعهدت بيربوك بتقديم مساعدات بقيمة 244 مليون يورو (260 مليون دولار) للسودان والدول المجاورة علاوة على التمويل السابق. كما دعت جميع الدول التي تحضر مؤتمر المانحين ” لتقديم مساهمات مماثلة”. وقالت ” سويا، يمكننا تجنب كارثة مروعة”.
وأضافت وزيرة الخارجية الألمانية “أكبر أزمة هجرة في العالم” تحدث ” أمام أعيننا “. ويشار إلى أن مخيمات اللاجئين بجنوب السودان مكتظة باللاجئين، في ظل وصول لاجئين جدد يوميا، لا يمكن تقديم الاحتياجات الأساسية لهم.
وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إنه بعد عام من اندلاع حرب أهلية في السودان، أصبح السودانيون ضحايا النسيان، بالإضافة إلى كونهم ضحايا النزوح والجوع. وأضاف” اليوم، نحن نطرح أزمة باتت في طي النسيان على أجندة المفاوضات”.
ووفقا لأرقام الأمم المتحدة الصادرة اليوم الاثنين، بمناسبة مرور عام على الحرب الأهلية في البلاد، ينزح نحو 20 ألف شخص كل يوم في السودان.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فإن أكثر من نصفهم من الأطفال والشباب.
قالت بيربوك: “هذه أسوأ أزمة نزوح أطفال في العالم، تتكشف أمام أعيننا”.
وتقدر المفوضة العليا الأممية لشؤون اللاجئين أن أكثر من 6ر8 مليون شخص نزحوا من منازلهم إلى أماكن أخرى بالسودان أو إلى دول مجاورة، وتشير تقديرات أخرى إلى أن العدد يبلغ أكثر من 9 ملايين شخص.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 2 مليون شخص فروا عبر الحدود إلى تشاد وجنوب السودان ومصر.
وأوضحت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة آمي بوب، أن :”السودان يسير على مسار سريع بشكل مأساوي ليصبح واحدا من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم منذ عقود”.
ودعت منظمة العفو الدولية مجلس الأمن الدولي إلى توسيع نطاق حظر الأسلحة الحالي المفروض على المنطقة الغربية من دارفور ليشمل البلاد بأكملها.
وكان صراع دموي على السلطة قد اندلع بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها الفريق أول رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الذي يعد الحاكم الفعلي للسودان، ونائبه السابق محمد حمدان دقلو(حميدتي)، الذي يقود قوات الدعم السريع شبه النظامية.
وكان الطرفان قد سيطرا على السلطة في انقلاب عسكري خلال عام 2021، ولكنهما اختلفا بسبب خطط مدعومة دوليا بشأن تحول السودان إلى الحكم المدني.
وأدى صراعهما العنيف للسيطرة على السودان إلى اندلاع أكبر أزمة لاجئين في العالم.
وأثر القصف المدفعي وإطلاق الصواريخ والغارات الجوية على كل ركن من أركان الدولة الأفريقية تقريبا، بما في ذلك العاصمة الخرطوم التي تضررت بشدة. وحدث تدهور كبير في الحالة الإنسانية، مع نقص حاد في الأدوية وغيرها من السلع الأساسية.