حسم باريس سان جرمان لقب الدوري الفرنسي قبل ثلاث مراحل من نهاية الموسم، بعد خسارة موناكو أمام ليون بنتيجة 3 مقابل 2.
وبهذا اللقب 12 في تاريخه، يبتعد الفريق الباريسي في صدارة أكثر الأندية الفائزة باللقب.
ليحصد لويس إنريكي المدير الفني لسان جيرمان، لقبه الثاني مع الفريق بعد التتويج بكأس السوبر الفرنسي.
وأمام العملاق الباريسي فرصة لثلاثية تاريخية، حيث يستعد لمواجهة بوروسيا دورتموند في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ولقاء أولمبيك ليون في نهائي كأس فرنسا.
بداية الموسم كانت معقّدة عقب وصول مدرب برشلونة السابق الإسباني لويس إنريكي (53 عاماً) لتسلّم المهام الفنية بعد إقالة كريستوف غالتييه.
وانتظر سان جرمان حتى الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر وفوزه على رينس 3-0 في المرحلة 12 للارتقاء إلى صدارة “ليغ 1” للمرة الأولى هذا الموسم.
خلال تلك الأمسية، فرض المهاجم كيليان مبابي نفسه نجماً للمباراة بتسجيله ثلاثية (هاتريك) فريقه، إلاّ أن إنريكي لم يستسغ ما قام به هدّاف الدوري وطالبه ببذل المزيد، وهي كانت الحلقة الأولى في فصل العلاقة المتوترة بين هداف مونديال قطر 2022 ومدربه.
ومع إعلان مهاجم منتخب “الديوك” رحيله عن الفريق مع نهاية عقده هذا الصيف، ردّ المدرب الإسباني بتقليص وقت لعبه داخل المستطيل الأخضر.
وعلى الرغم من هذه الخلفية من القضايا الرياضية والمالية، لم يتمكن أي فريق من اللحاق بوتيرة نظيره الباريسي الذي اندفع نحو اللقب من دون أن ينظر خلفه. هيمن فريق العاصمة بأسلوبه الهجومي والمكثّف الذي “زرعه” إنريكي منذ وصوله، على المواجهات أمام ليون ومرسيليا ولنس وموناكو، ولم يتلقّ سوى هزيمة واحدة أمام ضيفه نيس في سبتمبر الماضي.
منذ أشهرٍ عدّة، تقدم سان جرمان بفارق قرابة 10 نقاط عن موناكو أو بريست أو نيس، مما قضى على عنصر التشويق حول هوية الفائز باللقب.
كما استفاد نادي العاصمة من الأداء الضعيف لـ”الكبار” في الدرجة الأولى على غرار مرسيليا وليون، اللذين ابتعدا عن فرق المقدمة وحققا نتائج لا تليق بهما.
أعلن إنريكي الأسبوع الماضي أنه “ليس هناك حاجة ملحّة” للفوز باللقب، واثقاً من قوّته ونقاط ضعف الآخرين.
وتابع “لا يهم متى فزنا بالبطولة، نحن نستحقها منذ فترة طويلة، الشيء المهم هو كيف نفوز بها”.
يُدرك المدرب الإسباني جيداً مزاياه “لقد قلت منذ البداية أننا من بين المرشحين، مع أفضل فريق وأفضل ميزانية، حتى أنه من الضروري الفوز بالدوري الفرنسي، ولكن كان من المهم القيام بذلك بالطريقة الصحيحة، اللعب بشكل جيد”.
يسمح هذا اللقب قبل ثلاث جولات من النهاية للفريق الباريسي بالتحوّل بهدوء نحو الكأس المحلية ودوري أبطال أوروبا. وسيكون عدم الفوز بالمباراة الأولى في النهائي أمام ليون في 25 أيار/مايو، بعدما سحقه أخيرا 4-1 في الدوري، بمثابة خيبة أمل للنادي صاحب الرقم القياسي بعدد الألقاب في هذه المسابقة (14)، بعد فشله في موسمين متتاليين في دور الـ 16.
كما ترتفع أسهم الفريق الباريسي في المسابقة القارية الأم والتي يلهث خلف كأسها للمرة الأولى في تاريخه، وهو الهدف الرئيس الذي وضعه المالك القطري منذ استحواذه على النادي عام 2011، إلا أن احلام الفريق الفرنسي تصطدم بفرق عريقة لها باع طويل على الساحة الأوروبية على غرار ريال مدريد الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني.
يرى البعض أن النهائي بات في المتناول خصوصاً أن سان جرمان سيواجه بوروسيا دورتموند الألماني، الذي سبق أن تغلب عليه الباريسيون في دور المجموعات، في نصف النهائي في الأول من أيار/مايو ذهاباً و7 منه إياباً.
وتشعر جماهير باريس بالاطمئنان لأن مباراة الإياب ستقام في حديقة الأمراء على الرغم من أن سان جرمان يعاني لطرد “شياطين الماضي” التي تلاحقه منذ خسارته في الـ”ريمونتادا” الشهيرة لبرشلونة الإسباني في 8 مارس 2017.
يُمكن للنشوة التي وُلدت من الإطاحة ببرشلونة نفسه في عقر داره في ربع النهائي في أبريل (فاز 4-1 إياباً بعدما كان خسر 2-3 ذهابا)، أن تمنح جرعة ثقة إضافية للفوز باللقب المنشود.
أما بشأن الثلاثية التاريخية، فلم يخف إنريكي أحاسيسه “الدافع للقيام بشيء لم يحدث من قبل في فرنسا، للاحتفال بتاريخ النادي والمدينة، وإذا كان من الممكن أن يكون ذلك من أجل البلاد، فهذا أفضل”. لكن الإسباني يحذّر من أن “الطريق لا يزال طويلاً ومتعرجاً”