تقول الدكتورة منال متولي، الخبيرة البيئية، ورئيس لجنة البيئة بنقابة المهندسين، أن محو الأمية البيئية لا يقل أهمية عن محو الأمية في التعليم التقليدي، بل يمكن القول إنه يشكل جزءًا حيويًا من التنمية المستدامة والحفاظ على الكوكب.
و محو الأمية التقليدي يشير إلى تعليم الأفراد القراءة والكتابة، وهو أساسي لتمكينهم من المشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. بدونه، يكون من الصعب على الأفراد تحقيق طموحاتهم والمساهمة في تطوير مجتمعاتهم.
من جهة أخرى، محو الأمية البيئية يعني تعليم الأفراد حول البيئة وكيفية الحفاظ عليها واستخدام الموارد بشكل مستدام. إن فهم الناس لأهمية البيئة يمكن أن يؤدي إلى تغييرات إيجابية في سلوكياتهم اليومية، مثل تقليل النفايات، واستخدام الطاقة بكفاءة، والاستثمار في التقنيات الخضراء.
و تضيف الدكتورة منال متولي، بمحو الأمية البيئية، يمكن للأفراد أن يصبحوا عناصر فعالة في جهود الحفاظ على البيئة ومكافحة تغير المناخ. يتعلمون كيفية التأثير على البيئة بشكل إيجابي بدلاً من سلبي، ويشجعون على المشاركة في المبادرات المجتمعية والسياسية لتعزيز الاستدامة.
لذا، يمكن القول بأن محو الأمية البيئية يعد عنصرًا حيويًا في بناء مجتمعات مستدامة وفاعلة، وهو يساهم في تعزيز التنمية الشاملة التي تأخذ في الاعتبار البعد البيئي بجانب الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية.
إذاً، يجب علينا الاستثمار في محو الأمية البيئية بنفس الأهمية التي نوليها لمحو الأمية التقليدي، لأنهما يعملان معًا نحو تحقيق تنمية شاملة ومستدامة للجميع.
محو الأمية البيئية هو مصطلح يشير إلى الحاجة الملحة لتعليم الناس عن البيئة وكيفية التعامل معها بطريقة مستدامة وصحيحة. البيئة تشمل كل ما يحيط بنا: الهواء الذي نتنفسه، والماء الذي نشربه، والتربة التي تدعم حياتنا، والحيوانات والنباتات التي تعيش معنا على هذا الكوكب. إن فهمنا للبيئة وحمايتها يعد أمرًا حيويًا لاستمرارية حياتنا ولحماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وعن أهمية نشر الوعي البيئي، يقول المهندس محمود حجاج، لا تقتصر فقط على حماية الطبيعة، بل تمتد أيضًا إلى تعزيز الصحة العامة ورفاهية المجتمعات. عندما يكون لدى الأفراد فهم عميق لكيفية تأثير أفعالهم على البيئة، يصبحون أكثر قدرة على اتخاذ قرارات تسهم في الحد من التلوث والاستهلاك غير المستدام. يمكن لنشر الوعي البيئي أيضًا أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات سياسية أكثر حكمة ودعم للسياسات والتشريعات التي تحمي البيئة.
ومن ثم، تأتي ثقافة التعامل مع البيئة كأساس أسلوب حياة مستدام. يعني ذلك أن يكون لدينا احترام عميق للطبيعة ومواردها، وأن نعمل على الحد من النفايات والتلوث، واستخدام الموارد بشكل يحافظ على توازن النظام البيئي. يشمل ذلك التوعية بأساليب الاستهلاك المستدامة، مثل استخدام الطاقة المتجددة، والتقليل من استخدام المواد البلاستيكية القابلة للتصرف، والتشجيع على إعادة التدوير وإعادة الاستخدام.
في الختام، يمكن أن يساهم محو الأمية البيئية بشكل كبير في بناء مجتمعات أكثر استدامة وصحة ورفاهية. لذا، دعونا نعمل سويًا على تعزيز الوعي بالبيئة وتعميق فهمنا لأهمية الحفاظ عليها، لنضمن لأنفسنا ولأجيال المستقبل بيئة صحية ومستدامة.