موقع مصر الإخباري
- أخبار هامةأخبار

ننشر التصريحات الكاملة لرئيس الوزراء في مؤتمر صحفي عقب اجتماع الحكومة

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمراً صحفياً، عقب انتهاء الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة،

حضر المؤتمر كل من المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس/ كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية.
واستهل رئيس الوزراء حديثه، بالإشارة إلى أن المناقشات التي تمت خلال اجتماع مجلس الوزراء دارت حول عدد من القضايا الأساسية المهمة التي تخص المواطن، مؤكداً انه حرص خلال هذا المؤتمر الصحفي على حضور السادة وزيرى الكهرباء والطاقة المتجددة، والبترول والثروة المعدنية، مضيفًا أن حضورهم يأتي في إطار الوعد الذي قدمته الحكومة في وقت سابق بإيقاف العمل بخطة تخفيف الأحمال وقطع الكهرباء اعتبارًا من الأسبوع الثالث من يوليو الجاري لفترة الصيف تحسبًا لدرجات الحرارة العالية غير المسبوقة المتوقع مواجهتها، بالإضافة إلى حرص الحكومة على التدخل للمساهمة في التخفيف من وطأة هذه الأزمة التي يعاني منها المواطن، حيث يجري حاليًا استيراد شحنات كبيرة من الوقود.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أنه تابع على مدار الأسبوع الماضي الموقف يوميًا مع السادة الوزراء على الأرض، مؤكدًا وصول الشحنات بانتظام وفي التوقيتات المحددة لها، وبالتالي فقد تم اتخاذ قرار إيقاف العمل بخطة تخفيف الأحمال على مستوى الجمهورية خلال فترة الصيف اعتبارًا من يوم الأحد القادم الموافق 21 يوليو الجاري وحتى منتصف سبتمبر القادم.
وقال رئيس الوزراء: هذا يأتي بالإضافة إلى ما سبق أن وعدنا به بانتهاء الأزمة بالكامل على مستوي الجمهورية بحلول نهاية العام الحالي، مع وعد بالعمل على قدم وساق على مدار فترة ما بعد شهور الصيف للتقليل تمامًا من موضوع تخفيف الأحمال حتى حل الموضوع بشكل كامل نهاية هذا العام.
كما تحدث رئيس الوزراء عن تزايد حجم الاستهلاكات بشكل كبير وغير مسبوق في قطاع الكهرباء خلال الفترة الماضية، وهو ما يشكل عبئًا على الدولة، حيث تجاوزت الاستهلاكات 37.5 جيجاوات في اليوم الواحد، بزيادة أكثر من 12% عن العام الماضي.
وأوضح رئيس الوزراء أنه حينما كانت الحكومة تضع تقديراتها لفترة الصيف الحالي لم يكن من المتوقع ارتفاع درجات الحرارة بهذه الحدة والصعوبة، ولذلك تم تكليف الوزراء الجدد بتدبير احتياجاتنا الكاملة خلال الفترة القادمة، تحسبًا لحدوث موجات حارة شديدة في شهر يوليو أو اغسطس أو في النصف الأول من شهر سبتمبر.
وجدد الدكتور مصطفى مدبولي التأكيد على أنه اعتبارًا من يوم الأحد القادم سوف يتم إيقاف العمل بخطة تخفيف الأحمال، وبالتالي توقف العمل بالجداول التي سبق وضعها في هذا الشأن على مستوى محافظات الجمهورية، لافتًا في نفس الوقت إلى أنه من الوارد جدًا بعيدًا عن خطة تخفيف الأحمال أن تحدث مشكلة في منطقة ما، فقد تؤدي درجات الحرارة العالية إلى خروج محول عن الخدمة في منطقة معينة، وهذا يحدث في أي دولة في العالم ، حيث من الوارد حدوث انقطاع للكهرباء بسبب مشكلة فنية في بعض المحولات، مؤكدًا أنه في حالة حدوث أي مشكلة خلال الفترة القادمة سوف يتم التعامل معها وحلها لتعود الخدمة مرة أخرى.
وأضاف رئيس الوزراء، أنه تم أيضاً وضع سيناريو لخطة صيف ٢٠٢٥، وتم تكليف السادة الوزراء بتحديد وتقدير الفجوة للصيف القادم، حيث تم حسابها لتكون في حدود ٣ إلى ٤ جيجا إضافية، لذلك تم وضع خطة واضحة للاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة في هذا الشأن.
وحول تساؤلات المواطنين عن خطة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة وتوقيتات تفعيلها، أكد رئيس الوزراء أن الفجوة من احتياجاتنا من الطاقة والمقدرة بنحو ٤ جيجا على أقصى تقدير، سيتم توفيرها من خلال الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة من خلال مشروعات يتم تنفيذها حاليًا مع القطاع الخاص، وسوف نبدأ في تسريع تنفيذ هذه المشروعات ليبدأ تشغيلها قبل فصل الصيف المُقبل، كجزء أصيل من خطة زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، ولتجنُب أي نوع من مشكلات الكهرباء، والأهم تقليل احتياجنا من استيراد المواد البترولية؛ كالمازوت والغاز.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: أوضّح ذلك لكي أطمئن المواطنين أننا نعمل من الآن وفق خطة تضع في اعتبارها صيف 2025 القادم.
وتابع حديثه بأن مصر اليوم ترى مستقبلها من خلال الطاقة الجديدة والمتجددة؛ مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، قائلًا: لذلك هناك تكليف للمجموعة الوزارية للتنمية الصناعية، برئاسة الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، بأن يتم العمل بسرعة كبيرة بهدف توطين مكونات محطات الطاقة الشمسية والألواح الشمسية ومحطات الرياح، من خلال إنشاء المصانع التي تمكِّن مصر من توطين هذه الصناعات لتصبح محلية، والتوسُع في تنفيذ مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وتابع رئيس الوزراء، قائلًا: بالفعل تعاقدت وزارة الكهرباء في الفترة السابقة على عددٍ كبير جدًا من مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، لكننا لا نرغب في أن يكون اعتمادنا على استيراد المكونات المطلوبة في هذا الشأن؛ لذا سيكون شغلنا الشاغل في الفترة القادمة هو سرعة توطين هذه الصناعة المهمة جدًا داخل مصر؛ ليصبح الاعتماد الأساسي على المكون المحلي.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: إنه رغم استيرادنا شحنات ضخمة من الوقود لتخطي فترة الصيف الراهنة، فمن المهم جدًا استمرارنا في خطط ترشيد استهلاك الكهرباء، وهذا ما أكدت عليه اليوم في اجتماع مجلس الوزراء، وأن نتابع جميعًا خطة الترشيد.
وفي هذا الصدد وجَّه رئيس مجلس الوزراء رسالة للمواطن المصري قال خلالها: تتكبد الحكومة المصرية في الوقت الحالي مبالغ ضخمة لوقف خطة تخفيف الأحمال، وكلما استطاع المواطن مساعدتنا في عملية ترشيد الاستهلاك سنستفيد جميعًا. لذا، أود أولًا أن أوجّه للمواطنين الشكر على تحمل خطة تخفيف الأحمال طوال الفترة الماضية، وأقدم طلبي للمواطن المصري العظيم أن يساعدنا في عملية الترشيد، وأن يكون لدنيا الوعي الجمعي بأنه كلما زاد ترشيدنا، قل العبء المالي على الدولة لاستيراد شحنات الوقود من أجل تجاوُز الازمة.
وفي سياق آخر، أكد رئيس مجلس الوزراء حرصه هذا الأسبوع على الاجتماع بالمجموعتين الوزاريتين للتنمية البشرية والتنمية الصناعية، قائلًا: وضعنا مستهدفات واضحة لعمل المجموعات، وسوف تجتمع بصورة أسبوعية، وسوف أجتمع بهم كل أسبوعين أو كل شهر على الأكثر؛ لمتابعة خطوات التنفيذ على أرض الواقع فيما يخص مستهدفات وخطط تلك المجموعات، منوها إلى أن أساس عمل هذه المجموعات هو التنسيق بين الوزارات بحيث تُتخذ القرارات بصورة فورية لحل أية مشكلات تخص المواطن المصري في خلال هذه الفترة.
بالإضافة إلى ذلك، أكد الدكتور مصطفى مدبولي متابعته اليومية للاجتماعات اللجنة التي شكلها البرلمان لمناقشة ومراجعة برنامج الحكومة مع السادة الوزراء، وقال: أود أن أُثني بصورة كبيرة جدًا على حجم النقاش الجاد في مُحتويات برنامج الحكومة، وأتابع محاضر الاجتماعات التي تعكس عملًا شديد الاحترافية في مناقشة مستهدفات برنامج الحكومة، وأود أن أنتهز هذه الفرصة لتوجيه الشكر لسيادة المستشار الدكتور/ حنفي الجبالي، رئيس مجلس النواب، على دعمه ورعايته لعمل هذه اللجنة ومتابعته لها بصورة مستمرة حتى تخرج في النهاية بتعليقاتها، وما يهمنا في النهاية سواء الحكومة أو البرلمان هو تحقيق مصلحة المواطن المصري ورفع جودة حياته وخدمته.
كما أشار رئيس الوزراء أيضًا، إلى عقد الاجتماع الأول لمجلس المحافظين، مؤكدا على تكليف المحافظين بتوجيهات واضحة بأهمية متابعة كل الملفات التي تخص كل الخدمات اليومية للمواطن المصري، وأن يتواجد المحافظ على مدار اليوم في كل نطاق المحافظة لمتابعة الخدمات اليومية المقدمة ومدى رضاء المواطن عن هذه الخدمات، مشددًا على أهمية المتابعة المستمرة باعتبار أن المحافظين يمثلون واجهة الدولة التنفيذية والمسئول عن متابعة كل العمل الميداني لكل الوزارات والقطاعات، وبالتالي كان التوجيه لمتابعة كل المديريات والمنشآت التي تقدم خدمات للمواطن للتأكد من تقديم الخدمة بصورة جيدة.
وفي هذا الإطار قال الدكتور مصطفى مدبولي: أتابع ما يحدث كل يوم، وخلال اجتماع مجلس الوزراء تناقلت بعض المواقع الإلكترونية حدوث موقف بإحدى المحافظات، وتحديدًا محافظة سوهاج، في أثناء تفقد السيد المحافظ لأحد المستشفيات، وكان نتيجة لوجود شكاوى للسادة المواطنين بأن الخدمة المقدمة ليست بالصورة الجيدة، حيث حدث نوع من المشادة مع إحدى الطبيبات الموجودة بالمستشفى، وهنا أود التأكيد على أننا كمسئولين تنفيذيين حريصون كل الحرص على تحقيق رضا المواطن، ولكن هذا الأمر يجب أن يتم في ضوء القنوات التي يحددها النظام العام للدولة، وبالتالي من حق المحافظ اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تحقيق أفضل خدمة للمواطن ولكن بما لا يمثل تجاوزًا تجاه أي أحد من العاملين بالأجهزة التنفيذية، وهو ما أود التأكيد عليه الآن وما يتم التأكيد عليه في كل الاجتماعات مع السادة المحافظين، وإذا كان قد حدث تجاوز مع السيدة الفاضلة فأنا أوجه لها اعتذاري عن هذا الموضوع.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أنه يجب على المحافظين وكافة العاملين في الأجهزة التنفيذية للدولة، إدراك أن هدفنا هو خدمة المواطن، وبالتالي هناك ثوابت، وأنه على المحافظين التحرك ميدانياً لكل المنشآت، ومتابعة أداء الخدمة ورضا المواطن، وأن يتخذ المحافظ الاجراءات القانونية والادارية إذا وجد تقصيرًا، ولكن بدون أي نوع من التجاوز تجاه العاملين في هذه المنشآت.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه ركز أيضاً خلال اجتماعه بالمحافظين على الإسراع بخطى كبيرة في تنفيذ عمليات التصالح في مخالفات البناء، حيث تم إقرار القانون، وتم إصدار اللائحة التنفيذية المنظمة له، ويحقق ذلك القانون مطلباً شعبياً على مستوى كافة المحافظات.
وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي، الى المحور الاقتصادي، مؤكداً أنه على مستوى الأداء الاقتصادي، فإن معدل التضخم تراجع للشهر الرابع على التوالي، وهو مؤشر هام للدولة، وتحرص عليه، لافتاً إلى أن اللجنة الخاصة بضبط الأسواق ومراجعة الأسعار، تجتمع كل أسبوعين برئاسته، وتجمع كل الجهات المعنية، وممثلي القطاع الخاص المعنيين بهذه السلع، ويتم الاتفاق على الخطوات التي من شأنها ثبات الأسعار وانخفاضها، وهو أمر يهم الجميع.
كما أشار رئيس الوزراء إلى قيامه هذا الأسبوع بعقد اجتماعين مُنفصلين مع رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، ورئيس اتحاد الصناعات، ثم اجتماع لجنة ضبط الاسواق والاسعار، مؤكداً أن شغل الحكومة الشاغل هو تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بالحفاظ على ثبات الأسعار وأن تتخذ مسارًا نزوليًا خلال الفترة القادمة، لافتاً إلى أنه بقدر السيطرة على التضخم سيمكننا تحقيق أهداف الإصلاح الاقتصادي المنشود، مجدداً التأكيد على أن عام ٢٠٢٤/٢٠٢٥ سيمثل عام اكتمال التعافي من الأزمة الاقتصادية التي مرت بها الدولة المصرية.
كما اعتبر رئيس الوزراء أن من النقاط المضيئة أيضاً، والتي يسعد بها على المستوى الشخصي، هو تسليم عقود مشروعات مُبادرة فخامة السيد الرئيس “سكن لكل المصريين”، مشيراً إلى قيامه مؤخراً بتسليم عقود وحدات بمدينة حدائق العاصمة، لافتاً إلى أنها تضم أكثر من ١٠٠ ألف وحدة سكنية، بينها ٩٣ ألف وحدة لإسكان منخفضى الدخل، و٧ آلاف وحدة للأسر المتوسطة.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه وجه وزير الإسكان بالاستمرار في هذا البرنامج المهم جداً ومضاعفته خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أنه إلى جانب إنشاء الوحدات وحل مشكلة الإسكان للشباب المقبل على الزواج وتكوين الأسر، فإن الدولة وبعد الانتهاء من تطوير المناطق غير الآمنة فإنها تركز على تطوير المناطق غير المخططة، ومن ضمن مستهدفات الدولة، أن يتم خلال الفترة القادمة إنشاء نصف مليون وحدة سكنية جديدة، بديلة للمناطق العشوائية غير المخططة.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أنه سيعقد عقب هذا المؤتمر الصحفي، أول اجتماع للمجموعة الوزارية الاقتصادية، بتشكيلها الجديد، بحضور محافظ البنك المركزي، وتشهد مناقشات للاطمئنان على استقرار الأوضاع، وسير السياسة النقدية بخطى جيدة متزنة، لافتاً إلى أنه كان هناك دوماً قلق من جانب المصريين على موضوع الدين الخارجي تحديداً، مشيراً إلى أن الارقام التي أعلنها البنك المركزي تشير إلى ان الدين الخارجي بلغ بنهاية ديسمبر الماضي ١٦٨ مليار دولار وانخفض في ٣٠ مارس إلى ١٦٠ مليار دولار، ومن المتوقع انخفاضه أكثر.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن هذا المسار النزولي للدين الخارجي مهم، ويطمئن المواطن المصري على استقرار الاوضاع وسيطرة الدولة على ملف الدين، سواء الدين الخارجي أو المحلي، حيث تنفذ الدولة خطة واضحة بكامل مستهدفاتها، وتقوم المجموعة الاقتصادية بالمتابعة، لضمان تحقيق ذلك.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أنه كما أكد في بيان الحكومة، فإن الدولة المصرية تحتاج إلى أن تنمو بمعدلات كبيرة، خلال الفترة القادمة، وتستهدف الحكومة أن يكون المتوسط خلال السنوات الثلاث الأولى من البرنامج، يتجاوز رقم ٥ أو ٥.٥٪؜ وننشد الوصول إلى معدل ٦٪؜ مؤكداً أن ذلك لن يتأتى إلا بمشاركة أكبر من القطاع الخاص.
وأشار رئيس الوزراء إلى ان الدولة والحكومة كان قرارهما هو تمكين أكبر للقطاع الخاص، والإسراع في تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة، لزيادة مساهمة القطاع الخاص في حجم الاستثمارات العامة وتوليد فرص العمل خلال الفترة القادمة، لافتا إلى أنه من هنا كانت فلسفة عودة وزارة الاستثمار، حيث تركز الحكومة على تذليل أي شكاوى للمستثمرين، مؤكداً أن الأسابيع المقبلة ستشهد عقد اجتماعات مهمة سيصدر عنها قرارات شديدة الأهمية ليكون هناك استيعاب كامل لاحتياجات كافة المستثمرين، وسيتولى الوزير مسئولية هذا الملف، حيث نستهدف أن نعلن كدولة سياسة واضحة فيما يخص ملف الاستثمار، لتحفيز أي مستثمر يريد تأمين استثماراته على الاقل لعشرين سنة قادمة، وليعرف بوضوح شديد السياسة المالية والضريبية والرسوم، وتحقيق الاستقرار في هذا الشأن.
وحول متابعة ملف توافر الأدوية، أوضح رئيس الوزراء أنه عقد اجتماعًا مع كل من الدكتور/ خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والدكتور/ على الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، بهدف الإسراع بحل مشكلة الدواء، مضيفًا أن القطاع الخاص مسؤول عن قطاع الدواء بصورة كبيرة، وفي ذات الوقت لا يمكن أن نسمح بحدوث خسائر للشركات العاملة في هذا القطاع، موضحاً أنه نظرًا للظروف الاقتصادية السابقة حدث تضرر في هذا القطاع، لذلك تم التوافق على عودة عجلة الإنتاج في قطاع الدواء بهدف أن تنتهي الأزمة تدريجيًا وبحد أقصي خلال ثلاثة أشهر، مشيرًا في الوقت نفسه، إلى أن حل الأزمة سيتم بشكل تدريجي حيث يتم البدء بتوفير الأدوية المهمة والمزمنة في الشهر الأول، وتأتي باقي الأدوية تباعًا على مدار الأشهر الثلاثة القادمة، وقال: أود التأكيد على أن هذا الموضوع يأتي كجزء من خطوات التعافي من الأزمة الاقتصادية التي مررنا بها وأثرت على مختلف القطاعات، ومن المقرر أن نشهد اكتمال التعافي للدولة المصرية بإذن الله خلال العام المالي الحالي.
أجاب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء على عدد من الأسئلة التي طرحت من جانب الصحفيين حول عدد من الأمور والقضايا التي تشغل الرأي العام المصري.
وحول السؤال الذي طرح بخصوص إصدار قانون المحليات، وتوقيت إجراء الانتخابات المحلية، أكد رئيس الوزراء أن الحكومة تعهدت خلال برنامجها بالإسراع في استصدار القانون، وحسم كيفية إجراء انتخابات المجالس المحلية، وهو ما يتم العمل عليه خلال الفترة القادمة بمجرد إقرار برنامج الحكومة من جانب مجلس النواب.
وعن تعاون مصر مع دول حوض النيل، وخطة الدولة للتعامل مع أزمة المياه، أوضح رئيس الوزراء أن حصة مصر الثابتة من مياه نهر النيل تقدر بـ 55.5 مليار م3، وأنه يوجد مياه جوفية، إلى جانب عمليات التدوير التي تتم لمياه الصرف الزراعي، لإعادة استغلالها مرة أخري، فضلا عن مشروعات تحلية مياه البحر، قائلا:” كل ذلك يجعل مواردنا المائية تتجاوز الـ 85 مليار م3″، مؤكداً: هناك تحد في توفير احتياجاتنا من المياه، وأن هذه الاحتياجات تزيد بشكل كبير كلما يزيد عدد السكان، مجدداً الإشارة إلى أوجه التعاون مع دول حوض النيل لتنفيذ المزيد من المشروعات التي تحقق الفائدة لمختلف الدول، قائلا:” نحن لسنا ضد أي مشروع تنموي يتم اقامته في أي دولة، وهذه ثوابت الدولة المصرية، ولكن لابد أن يتم ذلك بما لا يؤثر، ولا يضر بحصة مصر التاريخية من مياه نهر النيل، وهذا هو الشيء الأهم”، مؤكداً أن الدولة المصرية لديها خطط واضحة وتنفيذية لمشروعات تعاون مع العديد من دول حوض النيل، وذلك سعياً لتعظيم الاستفادة من الموارد المائية، إلى جانب دعم هذه الدول اقتصاديا بصفة عامة، وهذا هو توجه الدولة المصرية، الذي يرتكز على الدخول في مشروعات تنموية مع دول حوض النيل تحقق الفائدة للبلدين، مجدداً أن هذا يُعد جزءا من ثوابت حماية الأمن القومي المصري، والحفاظ على كل قطرة مياه من حق مصر في مياه نهر النيل.
ورداً على سؤال يتعلق بالاستراتيجية الوطنية للصناعة، وما إذا كان سيتم اجراء تغيير في هذه الاستراتيجية أو تحديثها أو وضع استراتيجية جديدة في ضوء التحديات والمعوقات الحالية، أوضح رئيس الوزراء أنه سيتم العمل بهذه الاستراتيجية حيث أنها وضعت بالتعاون مع خبراء من عدد من المؤسسات الدولية، لافتا إلى أنه تم تكليف الجهات المعنية بالحكومة، وعلى رأسها نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، بالبدء في وضع هذه الاستراتيجية موضع التنفيذ خلال الفترة القادمة.
وحول أزمة نقص الدواء، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن احتياجات وزارة الصحة من الدواء والمستلزمات الطبية، يقدر متوسطه العام بحوالي 250 مليون دولار شهرياً، موضحاً أنه وقت حدوث أزمة العملة الأجنبية والصعوبات التي واجهتها الدولة في هذا الصدد، وضماناً لحدوث استقرار كامل، وتأمين لحجم الإنتاج، كان لابد من وجود احتياطيات من المواد الخام والأدوية في حدود الـ 7 أشهر، ونتيجة لأزمة العملة تراجع حجم الاحتياطي، لافتا إلى أنه سعيا لاستقرار أسعار الدواء كان يتم تدبير العملة الأجنبية من جانب الدولة لمختلف مصانع الدواء بالسعر الرسمي للعملة، على الرغم من وجود سوق موازية بأسعار أكبر من السعر الرسمي، مؤكدا: نفذت الدولة ذلك حفاظا منها على سعر الدواء.
ونوه رئيس الوزراء إلى أنه مع حل أزمة العملة، بدأت عمليات الإنتاج بمصانع الأدوية، ولكن كان يتم ذلك مع وجود مشكلة، وهي مشكلة السعر، لأنه كان يتم تسعير الدواء على أساس سعر العملة الأجنبية بـ 30 جنيها أو 31 جنيها للدولار مقابل الجنيه، واليوم سعر الدولار الرسمي في حدود 48 جنيها، وهو ما يحقق خسائر مباشرة لمختلف المصانع والشركات، وعدم قدرتها على الإنتاج بهذه الأسعار، لافتا إلى ما تم من مناقشات ومفاوضات على مدار الفترة الماضية للوصول إلى توافق يضمن عدم زيادة الأسعار بصورة كبيرة على المواطنين، وعدم تكبد الشركات لمزيد من الخسائر.
وفى ذات السياق، أشار رئيس الوزراء إلى ما يحدث من توازن في هذا الصدد، من خلال قيام الشركات بإنتاج مجموعة من الأدوية الرئيسية التي تخص صحة المواطنين، مثل الأدوية الخاصة بمرضى السكر والضغط، وبعض الأدوية الخاصة بالأورام، مضيفاً: في نفس الوقت تقوم الشركات بإنتاج بعض المنتجات الأخرى كالمكملات الغذائية وما يخص أدوات التجميل، منوها إلى أنه تم الاتفاق على أن تكون الزيادة في أسعار الأدوية الرئيسية زيادة معقولة، على أن يتم تعويض جزء من الخسارة من خلال بيع المنتجات الأخرى، التي من الممكن أن تكون غير ضرورية بشكل كبير للمواطنين.
ونوه رئيس الوزراء إلى ما تم عقده من اجتماعات ولقاءات في هذا الصدد مع مسئولي غرف صناعة الأدوية، ومجالس التصدير، للوصول إلى نقطة توازن فيما يتعلق بملف الدواء، لافتا إلى أنه تم إقرار خطة بالتعاون والتنسيق مع الغرفة والمجالس تتعلق بمجموعة من الأدوية يصل عددها إلى نحو 3000 صنف من الدواء تمثل 90% من حجم التداول بالسوق المصرية، مشيرا إلى ما يتم العمل عليه بالتعاون مع نائب رئيس الوزراء ورئيس هيئة الدواء، للانتهاء من هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن، خلال الاشهر الثلاثة القادمة، وبدء عودة الأدوية الرئيسية لنفس معدلات انتاجها بالكامل خلال هذه المدة، قائلا:” نسعى للتغلب على مشكلة الدواء خلال الثلاثة شهور القادمة”.
وحول مصطلح “استغلال أصول الدولة غير المستغلة” وانتشار بعض الشائعات بشأن بيع أصول هامة وما هي خطة الدولة لاستغلال الأصول غير المستغلة، أشار رئيس الوزراء إلى أنه سبق أن تم الإعلان عن وثيقة سياسة ملكية الدولة، كما تم الإعلان عن برنامج الطروحات، مؤكدا أن الحكومة ملتزمة بتنفيذ ما تم الإعلان عنه ، لافتا إلى أن مصطلح استغلال أصول الدولة غير المستغلة لا يعني بيعها، فالدولة تقوم بعمل اتفاقيات شراكة مع القطاع الخاص لإعادة تشغيل المصانع أو الهناجر المتوقفة عن العمل دون بيعها، لأن القطاع الخاص يمتلك امكانات أفضل، بما يسهم في تعظيم استفادة الدولة من هذه الأصول المعطلة وغير المستغلة، وخلق مزيد من فرص العمل للمواطنين وتحقيق عائد للدولة من تلك الأصول، مكررا التأكيد على ان استغلال أصول الدولة لا يعني بيعها ولكن يعني الاستفادة من تلك الأصول المهدرة التي لا تدر أي عائد للدولة بل أحيانا تحمل الدولة تكلفة نتيجة لعدم تشغيلها، موضحا أن ذلك يمكن أن يتم من خلال عدة آليات مثل عقود الايجار لفترة زمنية معينة، أو الدخول في شراكة مع القطاع الخاص بنسبة طبقا لقيمة هذه الأصول، مشددا على أنه من غير المقبول أن يكون لدينا أصول بمئات المليارات ولا تدر عائدا للدولة، كما أكد أن مسئولية الحكومة الجديدة هي العمل على الاستفادة من تلك الأصول بما يحقق مصلحة الدولة ومصلحة المواطن المصري، قائلا: “كلما تمكنت الحكومة من توفير موارد إضافية سيتم ضخ هذه الموارد في المشروعات الخدمية التي يحتاجها المواطن” .
وعن وجود بعض التحفظات من قبل البعض بمجلس النواب حول برنامج الحكومة بشأن عدم وجود جدول زمني محدد لبعض الإجراءات الخاصة بالبرنامج؛ قال رئيس الوزراء: من حق أعضاء مجلس النواب القبول أو الرفض لبرنامج الحكومة، وذلك أمر معتاد وصحي في أي دولة، وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه واجه تساؤلًا مفاده “لماذا تم وضع البرنامج لمدة 3 سنوات فقط”، وفي إجابته عن هذا التساؤل، أشار إلى أنه في ضوء حالة عدم اليقين والمستجدات العالمية اليومية التي تؤثر على الدولة، فكان من المنطقي أن يتم وضع برنامج يكفل للحكومة القدرة على تنفيذه، موضحًا أن فترة الـ 3 سنوات تمثل نصف الفترة الرئاسية، وبالتالي فما تم وضعه داخل البرنامج سوف تلتزم الحكومة بتنفيذه على مدار 3 سنوات.
واستطرد: السنة الأولى موجودة في خطة الموازنة 2024/2025، وباقي البرنامج كله سيتم تنفيذه على مدار العامين التاليين. وبالتالي أؤكد لحضراتكم أن ما جرى وضعه في البرنامج، ستكون الحكومة ملتزمة بتنفيذه على مدار الثلاث سنوات بصورة مبدئية.
وبالنسبة للتساؤل عن شكل العلاقة الحالي والتطورات مع صندوق النقد الدولي وتأجيل اجتماع مجلس الإدارة؛ أفاد رئيس مجلس الوزراء بأن العلاقة بين مصر وصندوق النقد الدولي جيدة جدًا، موضحًا أن المراجعة من قبل الصندوق قد تمت، وتم تحديد اجتماع مجلس الإدارة يوم 29 يوليو -لعرض الموضوع الخاص بمصر- بعد تأجيله من يوم 10 يوليو الجاري، مؤكدًا أنها إجراءات داخل الصندوق.
وأضاف: هناك تواصل كامل مع قيادة صندوق النقد الدولي، وقد تمت مكالمة هاتفية بيني وبين مديرة الصندوق عقب تشكيل الحكومة الجديدة؛ حيث هنأتني بتشكيل الحكومة، كما أكدت استمرار دعم الصندوق لمصر في الفترة القادمة بصورة كبيرة. وبالتالي فالأمور مستقرة.
ورداً على تساؤل عن نصيب المحافظات من جهود دعم ملف الصناعة، وجذب المزيد من الاستثمارات في إطار استراتيجية الدولة لتحقيق التنمية الصناعية، أكد رئيس الوزراء أنه تم وضع خطة لكل محافظة، تستهدف تعظيم الاستفادة من المقومات والمزايا النسبية الموجودة بتلك المحافظات، قائلا:” هناك محافظات لديها خصوصية في بعض الأنشطة والصناعات، حيث سيتم العمل على تعظيم الاستفادة من هذه الصناعات، وزيادة حجم الإنتاجية منها”، ضارباً المثال بمحافظة دمياط، وأنها تتميز بصناعة الأثاث، هذا إلى جانب تميز محافظات الدلتا بالصناعات الغذائية، ومحافظات الصعيد التي تتميز بالعديد من الأنشطة الأخرى، موضحا أنه سيتم ترجمة ذلك إلى خطط تنفيذية تتضمن مشروعات متكاملة، يتم اقامتها بالمشاركة مع القطاع الخاص.
ونوه رئيس الوزراء إلى أنه على مدار فترات طويلة كان يصل حجم الاستثمار المباشر لمصر إلى نحو 12 مليار دولار سنويا، قائلا: “بخلاف السنة الحالية، التي تُعد سنة استثنائية بوجود صفقة رأس الحكمة، وجعلت الأرقام غير مسبوقة”، مضيفاً: للوصول لتحقيق حجم نمو بمقدار 6% أو 7% سنويا بصورة متواصلة، فإنه لابد من وجود استثمارات اجنبية مباشرة تتضاعف لتتجاوز الـ 22 مليار دولار سنويا، مؤكداً في هذا الصدد على أهمية ملف الصناعة ودعمه وتطويره.
وفى هذا السياق، أشار رئيس الوزراء إلى أن المستثمر الخارجي يشيد بالقوانين المصرية والحوافز الجيدة التي لا توجد في دول أخري، ولكن يطلب الوضوح فيما يتعلق بالسياسات المالية والضريبية، وملف الرسوم، مؤكداً في هذا الصدد أن ذلك هو شغل الحكومة الشاغل خلال الفترة القليلة المقبلة، وصولا للإعلان عن هذه السياسات، تشجيعاً للاستثمار الأجنبي المباشر، قائلا:” مصر سوق كبيرة، ولديها فرص كثيرة للنجاح، وكل ما يهم المستثمر استقرار الأوضاع وتحقيق الأرباح التي تم بناء الدراسات عليها، هذا إلى جانب الاطمئنان على سياسات الدولة لمدي بعيد”.
وعن إجراءات الدولة لتوفير مناخ جاذب للاستثمارات الداخلية والخارجية، قال رئيس الوزراء: بالفعل قمنا خلال الفترة الماضية بعمل عدد من القوانين الخاصة بتشجيع الصناعات مثل الهيدروجين الأخضر وصناعات السيارات، كما تم إنشاء مجالس متخصصة لها لتكون معنية بهذا الموضوع.
وتابع: سبق أن تحدثنا في المجموعة الوزارية للتنمية الصناعية، وتحدثنا اليوم أيضًا عما يلزم لتسهيل وتيسير الإجراءات على أرض الواقع بما يجعل مصر بالفعل جاذبة للاستثمار، ففيما يخص موضوع الأراضي فهي مهمة كونها جزءا من الأصول ودورنا هو تعظيم الاستفادة الاقتصادية منها من خلال عقد الشراكات، وتحقيق أعلي عائد مستدام للدولة المصرية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: على سبيل المثال في صفقة رأس الحكمة لم نتوقف عند مجرد استلام مبلغ الصفقة، ولكن لنا نسبة محددة من أرباح المشروع تستمر على مدي طويل، وهو ما يعظم الاستفادة من الأصول، ويبقي الأهم، وهو الوضوح الشديد مع المستثمرين فيما يخص كافة إجراءات الدولة، ولا يفاجأ المستثمر بوجود جهة جديدة تفرض رسوما جديدة، أو تأخر الموافقات المطلوبة للمشروعات الاستثمارية.
وأضاف رئيس الوزراء: ولهذا كنا نهتم بألا يتم طرح أراض إلا وهي مرفقة ولها سعر واضح، ولذلك أصدرنا قرارات تضم تسعيرا واضحا لكل الأراضي الصناعية بالدولة.
وتابع: لذلك عملنا على هذا الملف بهدف أن تكون الأمور واضحة لصالح المستثمر المحلي والأجنبي، ويهمنا رفع مستوى رضا المستثمر المحلي وزيادة ثقته في الحكومة، وسيكون داعما ومشجعا لكل الاستثمارات الخارجية والمستثمرين الأجانب.
وفيما يخص تساؤلا عن مدى إمكانية تحقيق الحكومة الرضاء الشعبي في مسألة ضبط الأسعار من خلال تعديل القوانين أو تغييرها، خاصةً بعد الحصول على ثقة البرلمان التي تضع مسؤوليات كبيرة أمام الحكومة؛ أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن ضبط الأسعار لا يمكن تحقيقه من خلال القوانين فحسب، حيث يُعزى الأمر إلى توازن السوق بين العرض والطلب، فإذا كان الطلب أكثر من العرض ستزيد الأسعار مهما كانت من قوانين؛ فتلك هي آليات السوق التي يعمل وفقا لها العالم كله.
وأضاف: أن الدولة تتدخل وتشتري أحيانًا بعض السلع لضخها في السوق، مؤكدًا أنه طالما لم يوجد توازن بين العرض والطلب سنكون معرضين لأزمة زيادة الأسعار، قائلا:” يرجع تجاوز الأزمة منذ شهر مارس الماضي إلى حدوث توازن كامل في هذا الشأن”.
وتابع الدكتور مصطفى مدبولي: وأثناء اجتماعي مع لجنة ضبط الأسعار أمس بحضور رئيس اتحاد الغرف التجارية ورئيس غرفة الصناعات الغذائية، تم التأكيد على عدم وجود أي مشكلة في المواد الخام أو مستلزمات الإنتاج، بل على العكس أصبح هناك وفرة، تجعل بدورها الشركات تتنافس فيما بينها للتسويق لمنتجاتها، ومن ثم إطلاق عروض وخفض الأسعار. وهذا ما أكدنا عليه، بأن تستمر هذه النوعية من المبادرات خلال الفترة القادمة.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن الحكومة تضع مستهدفا بأن تضمن ثبات الأسعار خلال الفترة القادمة لأن ذلك هو أكثر ما يهم المواطن، منوهًا إلى أن بعض الأسعار بالفعل أخذت اتجاها هبوطيا، ولكن تظل بعض المشكلات الموسمية – التي لا تتعلق بالأزمة وتستمر لبضعة أيام قبل تجاوزها؛ مثل تلك التي تتعلق بموجات الحرارة.
واختتم في هذا الصدد: أهم شيء هو “وفرة الإنتاج”، وهذا ما نعمل على تحقيقه بالفعل.
وفيما يتعلق بملف الدين، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، أنه لا توجد دولة بلا ديون، حيث أن أعتى الاقتصادات وأغناها لديها ديون، فالولايات المتحدة الأمريكية على سيبل المثال، وهي اكبر اقتصاد بالعالم، يُقدر الدين الخارجي لها بتريليونات، معتبراً أن الأهم أن يكون للدولة رؤية دائمة للسيطرة على الدين ليظل في المعدلات الطبيعية له.
وأضاف رئيس الوزراء: أن الدولة المصرية كانت في منطقة آمنة فيما يتعلق بالدين، وذلك قبل الأزمات التي حدثت، نتيجة صدمات خارجية، بداية من أزمة فيروس كورونا، مؤكداً أنه لولا هذه الأزمات لكان الاقتصاد المصري ـ فيما يخص الدين تحديداً ـ في معدلات لم تشهدها الدولة المصرية، حيث ان خطواتنا كانت ثابتة وواضحة، إلا ان ما حدث كان حجما متعاقبا من الصدمات لم يشهد العالم مثيلاً له، ومازالت تداعياته مستمرة.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن أحد السيناريوهات التي تدرسها الحكومة لهذا العام، هو افتراض استمرار الأزمة الراهنة في المنطقة وتداعياتها على قناة السويس، فكيف حينها سيمكننا استيعاب ذلك حتى لا يزيد من عجز الموازنة بتأثر ايرادات القناة.
واكد الدكتور مصطفى مدبولي ان الظروف الداخلية يمكن التعامل معها، ولكن تظل المشكلة في الصدمات الخارجية التي تتعاقب علينا كل يوم، وتمثلُ تحديا للدولة المصرية كما تمثل تحديا للدول الأخرى، ولكن موضوع الدين هو همنا الوحيد، والسعي لأن ينخفض الدين الإجمالي للدولة والعودة للمعدلات الآمنة.
وخلال حديثه عما يتم تنفيذه من مشروعات كباري على وجه الخصوص، أشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن جانباً كبيراً من الطلبات المقدمة من أعضاء مجلس النواب، يتمثل في حل مشكلات الخدمات، مثل الصرف الصحي والمياه، وخاصة في القرى، وكذلك انشاء كباري لحل مشكلة التكدس في المدن والقرى.
ودعا رئيس الوزراء الحضور الى تخيل شكل القاهرة إذا لم يكن حجم المحاور والطرق الذي تم تنفيذه قد تحقق، وتتيح الحركة بسهولة ويسر، وكذا حجم الكباري المُنفذ، مذكراً بما حدث وهو رئيس لهيئة التخطيط العمراني حيث قال البنك الدولي والجايكا في دراسة لهما انه بحلول عام 2022 ستتحول القاهرة الى “جراج كبير” ولن تتجاوز سرعة السيارات 7 الى 8 كيلومترات /ساعة، ونتيجة لذلك ستصل خسائر مصر من حرق الوقود واستهلاك السيارات الى ما يتجاوز 15 مليار دولار سنوياً، ونحن كدولة كان من الصعب تحمل ذلك.
ولفت رئيس الوزراء إلى أنه قبل تنفيذ شبكة الطرق الحالية كان الزمن المستغرق للتحرك من مدينة إلى أخري في شرق وغرب القاهرة قد يصل إلى 3 ساعات، واليوم لا يستغرق سوى ساعة واحدة، وكان الوضع بدون شبكة الطرق سيفرض تحمل تكلفة كبيرة، بخلاف ضياع وقت المصريين ومصالحهم، وبخلاف التلوث.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الدولة في احتياج شديد لبناء بنية أساسية لها، وهذا مطلب المواطنين، وأعضاء مجلس النواب يعبرون عن الشعب، لافتا إلى أنه عند غرق معدية في النيل، ويموت بها أبناء مصر، أو سقوط سيارة من معدية، تكون النتيجة مطالبة بإقامة كوبري لتجنب هذه الحوادث، ومصر دولة كبيرة، وتحتاج الكثير لكي نكون مطمئنين انه أصبح لدينا شبكة آمنة من الطرق تقل عليها الحوادث، ولا نشعر بالتقصير للتأخر في تنفيذ هذه المشروعات.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن اجتماع المجلس القومي للسكان أمس شهد استعراض مؤشرات للزيادة السكانية في مصر على مدار السنوات الماضية، لافتاً إلى ان المعدلات انخفضت بشكل جيد، ولكن مازال لدينا طريق طويل في هذا الشأن، موضحاً أننا كنا نزيد بمقدار 2.5 مليون نسمة كل سنة، حيث زادت مصر خلال 10 سنوات بمقدار 25 مليون مواطن، وهم يحتاجون إلى كل أنواع الخدمات؛ بما فيها شبكات الطرق.
واستطرد: أعرض، من خلال ذلك، على حضراتكم حجم التحدي الذي يواجه هذه الدولة، وأي حكومة أيا كانت يتمحور همها حول تحقيق رضا المواطن، وبالتالي تحسين الخدمات التي يحتاجها المواطنون؛ مثل شبكة الطرق والمياه والصرف الصحي والاتصالات. وهذا هو دور الحكومة.
وتابع رئيس الوزراء: فإذا كانت الدولة قد اتُهمت في وقت ما بالتقاعس عن تنفيذ البنية التحتية التي يحلم بها المواطنون، فاليوم نحن نلبي هذه الاحتياجات الأساسية.
وساق الدكتور مصطفى مدبولي مثالاً بمشروع الإسكان، وقال: بالعودة إلى أفلام السبعينيات والثمانينيات، نجد أنه لم يكن أحد يحلم بإيجاد غرفة ولم يتمكن الشباب بشكل كبير من الزواج. وعلى العكس من ذلك اليوم، نشهد توافر الوحدات السكنية. وبذلك فالدولة المصرية في احتياج للاستمرار في تنفيذ مشروعات تخص حياة المواطن، وبالتالي فكل هذه النوعية من المشروعات تحتاجها الدولة.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقا

* باستخدام هذا النموذج ، فإنك توافق على تخزين ومعالجة بياناتك بواسطة هذا الموقع.

موقع مصر
بوابة موقع مصر - أخبار مصر

يستخدم موقع مصر ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد