أكد مصدر في الجيش في بنجلادش استقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة من منصبها ومغادرتها البلاد علي مروحيه الي الهند .
وذكر مصدر مقرب أن رئيسة الوزراء المخلوعة فرت على متن مروحية من دكا.
يأتي ذلك في خضم أسوأ أزمة شهدتها هذه البلاد الواقعة في جنوب آسيا منذ إعلان استقلالها قبل أكثر من خمسة عقود.
وكان آلاف المحتجين قد اقتحموا مقر رئيسة الوزراء الإثنين . وتسببت المواجهات بين محتجين وقوات الأمن في مقتل أكثر من 300 شخص منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باستقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة منذ أسابيع.
ووقعت مواجهات واسعة الأحد بين مؤيدين ومناهضين للحكومة واستخدمت الشرطة الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
و بثت قناة “بنغلادش 24” مشاهد تظهر حشودا يقتحمون المقر الرسمي لحسينة وهم يلوحون للكاميرا ابتهاجاً.
وارتفعت الحصيلة الإجمالية للمواجهات خلال التظاهرات المناهضة للحكومة في بنغلادش 300 قتيل على الأقل، بعد مقتل 94 شخصاً الأحد، وهو أكثر الأيام دموية خلال أسابيع من الاحتجاجات
. ونزل مئات الآلاف الأحد الى شوارع العاصمة والعديد من المدن الأخرى، حيث تواجه مناهضو الحكومة مع بعض مؤيديها، ووقعت اشتباكات استخدموا خلالها العصي والسكاكين، بينما عمدت قوات الأمن الى إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم.
دعا طلاب محتجون إلى مسيرة نحو العاصمة دكا اليوم الإثنين، في تحد لحظر التجول الشامل للضغط على رئيسة الوزراء شيخة حسينة للاستقالة، وذلك غداة اشتباكات دامية في البلد الواقع في جنوب آسيا أسفرت عن مقتل حوالي مئة شخص.
ويستند هذا التعداد الى تقارير من الشرطة ومسؤولين وأطباء في المستشفيات. ويتوقع أن تستأنف الاحتجاجات الإثنين وسط انتشار كثيف للجيش والشرطة في داكا، متزامنا مع دوريات على الطرق الرئيسية وقطع تلك المؤدية الى مقر رئيسة الوزراء الشيخة حسينة التي يطالبها المحتجون بالاستقالة بعد 15 عاماً في السلطة.
وتحولت التظاهرات التي بدأت في تموز/يوليو ضد وضع نظام حصص لوظائف الخدمة المدنية إلى أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ تولي الشيخة حسينة (76 عاماً) السلطة.
وأفاد صحافيون في وكالة الأنباء الفرنسية بسماع إطلاق نار متواصل بعد حلول الظلام الأحد، بعدما تحدى متظاهرون حظر التجول المفروض على مستوى البلاد.
وقيدت السلطات خدمة الانترنت بشكل صارم، بينما أقفلت أكثر من نصف مصانع النسيج، القطاع الحيوي للاقتصاد الوطني، أبوابها الإثنين.
وقال رئيس أركان الجيش في بنجلاديش وقر الزمان، اليوم الاثنين، إن الجيش سيعيد السلام إلى البلاد بعد استقالة رئيس الوزراء حسينة واجد.
وصرح قائد الجيش، أنه يوجد محادثات جارية في الوقت الحالي من أجل تشكيل حكومة مؤقتة بعد استقالة حسينة.
وأفاد وقر الزمان، أن الجيش الجيش سيجري تحقيقا في كل عمليات القتل التي حدثت على مدى الأسابيع الماضية خلال التظاهرات، مناشدًا المواطنين بالثقة في الجيش.
وأوضحت هيئة العلاقات العامة في بنجلاديش أن قائد الجيش حث المواطنين على التحلي بالصبر حتى ذلك الحين.
وتأتي الاستقالة ردا على الاضطرابات المتزايدة والمظاهرات الواسعة النطاق ضد حكومتها.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام المحلية، استقلت حسينة طائرة هليكوبتر متجهة إلى الهند بعد أن تحدى المتظاهرون حظر التجول على مستوى البلاد واقتحموا قصر رئيس الوزراء في دكا.
وتكشفت الاضطرابات عندما أعرب المتظاهرون عن عدم رضاهم عن إدارة حسينة، مما أدى إلى زيادة التوترات والاشتباكات العنيفة.
وأدت الاحتجاجات، التي بدأت بسبب السياسات المثيرة للجدل وتكثفت في الأسابيع الأخيرة، إلى اضطرابات شديدة وفوضى واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد.
ويمثل رحيل حسينة لحظة مهمة في الأزمة السياسية في بنجلاديش، حيث تتصارع الأمة مع تداعيات خروجها المفاجئ.
وتشير التقارير إلى أن حسينة كانت برفقة أختها أثناء مغادرتهم المقر الرسمي. وتؤكد استقالة رئيسة الوزراء المفاجئة وهروبها على شدة الوضع في بنجلاديش والضغط المتصاعد على حكومتها.
ومع استمرار تطور الوضع، يراقب المجتمع الدولي عن كثب التطورات في بنجلاديش. ولا يزال مستقبل قيادة البلاد والاستقرار السياسي غير مؤكد حيث لا تظهر الاحتجاجات أي علامات على التراجع.
وقال مصدر مقرب من الشيخة حسينة لكنه طلب عدم كشف اسمه “غادرت هي وشقيقتها” المقر الرسمي لرئاسة الوزراء في العاصمة “الى مكان أكثر أمانا”، مضيفا “أرادت أن تسجّل خطاباً، لكن لم تتح لها الفرصة لذلك”.
ومن جانبه دعا نجل رئيسة الوزراء الشيخة حسينة اليوم، قوات الأمن إلى منع أي انقلاب على حكمها في وقت يطالبها مئات آلاف المتظاهرين بالاستقالة.
وقال سجيب واجد جوي المقيم في الولايات المتحدة في منشور على فيسبوك “واجبكم هو الحفاظ على سلامة شعبنا وبلدنا والحفاظ على الدستور»”، مضيفا “هذا يعني عدم السماح لأي حكومة غير منتخبة بالوصول إلى السلطة لدقيقة واحدة، هذا واجبكم”.
وأكد أحد كبار مساعدي الشيخة حسينة لوكالة “فرانس برس” اليوم أن “استقالة رئيسة الحكومة البنغالية التي تواجه دعوات للتنحي “محتملة”، وذلك في ظل احتجاجات متواصلة منذ أسابيع قتل خلالها 300 شخص على الأقل.
وردّاً على سؤال بشأن الاستقالة، قال المسؤول مشترطا عدم الكشف عن هويته :”الوضع هو أن الأمر محتمل، لكني لا أعرف كيف سيحدث”.
بدأت المظاهرات بالطلاب الذين يسعون إلى إنهاء نظام الحصص للوظائف الحكومية، ولكن الاشتباكات مع الشرطة والنشطاء الموالين للحكومة تصاعدت إلى أعمال عنف خلفت أكثر من 200 قتيل الشهر الماضي.
أثار ذلك المزيد من الاحتجاجات التي تطالب بالمساءلة من الحكومة، والتي نمت إلى دعوات للسيدة حسينة، التي كانت تقود البلاد منذ عام 2009، بالتنحي.