حذر الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، من تداعيات الحرب على قطاع غزة وقال انها كارثية على الأوضاع الإنسانية والصحية وستؤدي الي انفجار الأوضاع بشكل كامل في المنطقة.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، اليوم السبت، أن وجهات النظر بين مصر وفرنسا تطابقت حول الأهمية البالغة لسرعة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والعدوان على أهل غزة، والنفاذ الكامل وغير المشروط للقطاع.
وأشار إلى أنه أطلع نظيره الفرنسي على جهود مصر الصادقة، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، وجولة المحادثات الأخيرة في الدوحة، والتحضير للجولة الجديدة في القاهرة، معربًا عن أمله في التوصل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والأسرى الفلسطينيين.
وأكمل: «اتفقنا أن التصعيد في الشرق الأوسط لا يخدم المنطقة، ونحذر من أن أي حسابات خاطئة أو تحركات غير محسوبة ستؤدي إلى انفجار الأوضاع بشكل كامل».
قال الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، إن أطراف الوساطة لوقف الحرب على قطاع غزة أجرت مباحثات ماراثونية في العاصمة القطرية الدوحة.
وأضاف أن الجانب الأمريكي، بدعم من مصر وقطر، قدم ورقة مهمة للصفقة المرتقبة، تتضمن وقفا لإطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن.
وأكمل: «هناك تواصل مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ولو خلصت النوايا وتوفرت الإرادة السياسية، يمكن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار».
وأكد أن «هناك بعض الثغرات والفجوات التي يتم التعامل بشأنها والتفكير في كيفية جسرها»، مشددًا على أهمية التحرك سريعًا للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
واستطرد: «عنصر الوقت ضاغط ولا يتعين استمرار الحرب الدموية في قطاع غزة، بل علينا التوصل إلى وقف لإطلاق النار بما يسهم في خفض التصعيد في المنطقة».
وقال إن وقف الحرب الظالمة على قطاع غزة ستكون له تداعيات إيجابية فيما يتعلق بخفض التصعيد على مختلف الجبهات في المنطقة.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، اليوم السبت، أن «الجهود المخلصة مستمرة، بتنسيق كامل مع قطر والولايات المتحدة، لاستئناف جولة محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة».
وأوضح أن الوصول إلى صفقة تبادل وإطلاق سراح الأسرى، يبعث برسالة إيجابية للشعب الفلسطيني والمنطقة، بشأن تجنب الانزلاق إلى ويلات حرب شاملة تحدث نتيجة سوء الحسابات.
وأكد أن «مصر قدمت كل التسهيلات للأخوة الفلسطينيين من غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر الماضي»، مضيفًا: «فتحنا المعبر لاستقبال الفلسطينيين للعلاج في مصر، وسمحنا لأصحاب الجنسية المزدوجة بالقدوم إلى مصر وتسهيل سفرهم إلى دولهم».
وأكمل: «سياستنا واضحة بتقديم كل أنواع الدعم للفلسطينيين وسنواصل القيام بذلك، والأهم في تلك المرحلة وضع حد للحرب الدائرة، وإدخال المساعدات بلا عوائق أو شروط إلى القطاع في أقرب وقت ممكن».
وشدد على أهمية بقاء معبر رفح من الجانب الفلسطيني تحت إدارة السلطة الفلسطينية، حتى تتمكن مصر من تقديم كل أنواع المساعدة لأهل القطاع وإنهاء معاناتهم، محذرًا من أن «الوضع في غزة تجاوز الكارثية».
قال الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، إن العنصر المهم لوقف التصعيد في المنطقة مرتبط بوقف حمام الدم والقتل في قطاع غزة بشكل فوري، في إطار صفقة متكاملة.
وأضاف أن «وقف حمام الدم في غزة المخرج الوحيد؛ لتجنيب المنطقة مخاطر الحرب والمواجهات التي لن يخرج منها أي طرف رابحًا».
وأكد أن «الفرصة لاتزال سانحة – لو صدقت النوايا ووجدت إرادة سياسية لدى الأطراف – في وضع حد للمذابح اليومية في غزة».
وشدد على أهمية البدء في مسار ينطوي على أفق سياسي واضح، يعتمد على المعايير الدولية، بما يقود فقط إلى إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني، وتنفيذ حل الدولتين.
وأكمل: «الاعتراف بالدولة الفلسطينية مهم لنقل رسالة أمل إلى الشعب الفلسطيني المجاهد في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، أن هناك تكاتفا من المجتمع الدولي ودعما لخدمة تطلعاته المشروعة بإقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
قال إن «السودان قضية شديدة الأهمية؛ تحمل في طياتها كوارث كثيرة مرتبطة بالأوضاع الغذائية والأمن الغذائي».
ودعا إلى تكاتف جهود المجتمع الدولي لتوفير كل الدعم الممكن من المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب السوداني الشقيق.
وذكر أن مباحثاته مع نظيره الفرنسي تناولت الوضع في ليبيا، قائلًا إنهما اتفقا على الأولوية والأهمية البالغة لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بشكل متزامن، في أقرب فرصة ممكنة.
وأوضح أنهما تحدثا كذلك عن الأوضاع في لبنان وأهمية تجنيب البلد الشقيق ويلات التصعيد، مؤكدًا أن زيارته لبيروت أمس، أكدت حرص مصر على أمن واستقرار وسيادة لبنان، وإدانة أية سياسات أو إجراءات من شأنها المساس بتلك السيادة.
ولفت إلى تطرق المباحثات كذلك إلى الأوضاع في سوريا وتأكيد أهمية الحفاظ على سيادة ووحدة أراضيها، إضافة إلى قضية الأمن المائي، والأولوية الكبيرة للحفاظ على سيادة الدول في منطقة القرن الإفريقي، وعلى رأسها الصومال وعدم المساس بوحدة أراضيه.