تتزايد عمليات البحث عن سر عروسة حلاوة المولد تزامنا مع أجازة المولد النبوي الشريف الذي اعلن عنها الدكتور مصطفي مدبولي الموافق يوم الأحد الموافق 15 من شهر سبتمبر عام 2024 ميلادية.
سر حلاوة المولد والعروسة
يتهافت المصريين علي شراء حلاوة المولد التي يتم بيعها منذ قديم الأزل وكانت مرتبطة بالعروسة الحلاوة ومن قبلها الحصان الحلاوة ونجد أن الآباء يسارعون لشراء حلاوة المولد لأطفالهم للاحتفال بالمولد النبوي، ويبدأ بيع حلوى المولد في جميع الشوارع بنصب صوانات لبيع مختلف أنواع وأشكال حلوى المولد بأسعار متفاوتة تناسب الجميع ولكن ما سر حلاوة المولد؟
يرجه سر حلاوة المولد الي عادات متوارثة لدى المصريين لها أصول وجذور تاريخية؛ حيث أن الاحتفال بالحلوى نفسه هي عادة مصرية متفردة غير موجودة في أي من الدول الإسلامية الأخرى.
وأرجع خبراء التراث أن تاريخها يعود إلى الفاطميين الذين ارتبطت كل المظاهر الاحتفالية في مصر بعهدهم مثل حلاوة المولد وفانوس رمضان والكنافة والقطايف وغيرها.
وتشير روايات الأثر إلى أن أحد خلفاء الدولة الفاطمية، فكر أن يشجع جنوده بتزويجهم من عرائس جميلة وذلك مكافأة لهم على انتصاراتهم، حتى أصبحت عادة في كل عام أن يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى، لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين وإلى عامة الشعب والأطفال.
وقدم نابليون بونابارت على رأس الحملة الفرنسية إلى مصر كانت الظروف الاقتصادية والسياسية في مصر تحول دون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وأحب نابليون أن يتودد إلى المصريين ويعيد الى الشوارع بهجتها في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ويستعطف الشعب المصري الذي ثار عليه بعد تجاوزه في حق معتقداتهم الدينية واقتحامه للجامع الأزهر، مما جعله يلجأ لحيلة حلاوة المولد.
واستدعى نابليون الشيخ البكري نقيب الأشراف وأعطاه مبلغا من المال وطلب منه أن يصنع حلوى المولد النبوي ويوزعها على المصريين وأن يعيد للشوارع بهجتها بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
أما عروسة المولد فقد ظهرت في العصر الفاطمي أيضًا، واختلفت الروايات حول القصة وراء ابتكارها، ومن ضمن الروايات أنها صنعت استنادًا إلى زوجة الحاكم بأمر الله التي كانت تخرج معه في يوم المولد النبوي، فقام صناع الحلوى بتشكيل عروس تشبه زوجة الحكام.
ومنذ أن ظهرت حلوى المولد في العهد الفاطمي كانت تقتصر على أربعة أو خمسة أنواع فقط، لكنها كانت تصنع جميعها من السكر والعسل والمواد الجيلاتينية، ومع مرور العصور والأيام تطورت صناعتها بشكل كبير وأبدع المصريون في إضافة أنواع أخرى بأشكال وألوان وأطعمة مختلفة.
وتعتبر الرواية الأشهر عن حلاوة المولد أن الحاكم بأمر الله، كان يحب أن تخرج إحدى زوجاته معه فى يوم المولد النبوي، فظهرت في الموكب بثوب ناصع البياض وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صنّاع الحلوى برسم الأميرة والحاكم فى قالب الحلوى على هيئة عروس جميلة، و فارسا يمتطي جواده؛ حيث أمر الحاكم بأمر الله أن تتزامن كل أفراح الزواج وعقد القران مع مولد النبى، وهو ما يفسر سر العروس التى تُصنع فى موسم المولد بشكلها المزركش وألوانها الجميلة.