وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ.. وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ.. لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
أردت أن أبدأ مقالي بكلمات أمير الشعراء أحمد شوقي، الذي مدح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، احتفالا بذكرى مولده، بكلمات يرددها الكبير والصغير في عصرنا الحديث
فنحتفل في هذه الأيام المباركة، بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث تأتي هذه المناسبة العطرة لتذكرنا بسيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقيمه الإنسانية العظيمة التي أرساها.
ففي الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام هجري، نحيي ذكرى مولد خير البشر الذي جاء برسالة الإسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
ويعد الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ليس مجرد مناسبة دينية فحسب، بل هو فرصة للتأمل في قيم الرحمة، والمحبة، والتسامح، والعدل التي جسدها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في حياته وتعاليمه.
فالاحتفال ليس بدعة كما يقول البعض ولكننا نريد بالاحتفال أن يمدنا بالمزيد من الخير، ونستلهم من أخلاقه صلى الله عليه وسلم ونقتدي بها في حياتنا اليومية، وهو الأمر الذي يساعدنا على بناء مجتمعات تقوم على أسس من السلام والتعايش.
وفي ظل الظروف التي يشهدها العالم اليوم من تحديات اجتماعية وثقافية واقتصادية، يأتي إحياء هذه الذكرى ليذكرنا بأهمية الوحدة والتضامن بين الناس، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، رمزًا للوحدة والتآخي بين جميع البشر، بغض النظر عن اختلافاتهم، وفي ضوء تعاليمه، نسعى لتحقيق الرقي والازدهار بمجتمعاتنا، وتعزيز قيم التسامح والتعاون.
كما يعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع من خلال إقامة الفعاليات الدينية والثقافية، مثل إلقاء الدروس والمحاضرات وإقامة الأمسيات الدينية التي تعرفنا وتعرف الأجيال القادمة بسيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصفاته وكيفية تعامله مع أهل بيته وجيرانه وصحابته حتى مع أعدائه وكيف دعا لدين الإسلام ونشره في كافة بقاع الأرض ليظل موجودا إلل يوم القيامة.
في هذه المناسبة، نسأل الله تعالى أن يعيدها علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير والبركة، وأن يلهمنا السير على نهج نبيه الكريم، ليعم السلام والأمان في أوطاننا، وينتشر الخير بين جميع الناس.
وأردت أن اهتم مقالي بكلمات للإمام الرائد الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم، في إنشودة المولد
وُلِدَ الْمُخْتَارُ طَهَ وُلِدَ الْمَعْنَى الْمُكَرَّم
وُلِدَ السِّرُّ الْمُجَلَّى وُلِدَ الْكَنزُ الْمُطَلَّسَمْ
وُلِدَ الْهَادِي عَلَيْهِ رَبُّنَا صَلَّى وَسَلَّمْ
