دعت المنظمة العربيه لحقوق الانسان الحكومات العربية بتقديم كل أوجه الدعم لتحقيقات الجنائية الدولية والدعوة لمؤتمر طارئ للأطراف في اتفاقية جنيف الرابعة
وقالت في بيان لها انه لعشرة أيام متواصلة، صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الغاشم على مناطق شمالي قطاع غزة، وخاصة في منطقة جباليا ومحيطها،
كما تزامن الهجوم مع استمرار عمليات القصف الهمجي على تجمعات النازحين في مناطق وسط القطاع، على نحو رفع عدد الضحايا إلى 42300 قتلى مؤكدين ونحو 10500 مبلغ بفقدانهم وفي عداد القتلى المدفونين تحت أنقاض المباني السكنية المدمرة، فضلاً عن نحو 98700 جريح، وبين هؤلاء الضحايا ما نسبته 80 بالمائة من الأطفال والنساء وكبار السن.
واضافت انه خلال الأربعة وعشرين ساعة الأخيرة، أدت غارات الاحتلال إلى مقتل 62 مدنياً وجرح 220 مدنياً آخرين، بما في ذلك في غارة استهدفت الخيام في محيط مستشفى شهداء الأقصى الذي يكتظ بعشرات الآلاف من النازحين.
وفي ظل الانشغال العالمي والإقليمي بالعدوان الغاشم الجاري على لبنان والمخاوف من حرب إقليمية شاملة، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي العمل حثيثاً على استكمال تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ويبدو جلياً أن الاحتلال يتوجه نحو استئناف محاولات التهجير القسري للسكان إلى خارج القطاع.
واوضحت : يعمد الاحتلال إلى إجبار نحو 300 ألف من سكان شمال غزة الصامدون والرافضون للتهجير القسري داخل القطاع على الانضمام إلى أشقائهم في محنة النزوح، يباشر الاحتلال عدواناً كثيفاً على مناطق النازحين المكتظة وسط القطاع، بعد أن دفع نحو 1.6 مليون نسمة للتجمع في مساحة 16 كم مربع.
و قالت :لا ينفصم ذلك عن قطع إمدادات الإغاثة عن مناطق شمالي القطاع، في وقت جرى الحد فيه من وصول المساعدات إلى المنكوبين في شتى مناطق القطاع، مع التمهيد لتقويض كافة مقومات العمل الإنساني الدولي من خلال احتلال ونزع ملكية المقر المملوك لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بمدينة القدس الفلسطينية المحتلة ضمن مخطط تقويض الوكالة التي توفر المساعدات لنحو 5.6 مليون فلسطيني في مناطق عملها بالأراضي المحتلة والدول المحيطة.
وشملت جرائم الحرب التي يواصلها الاحتلال القصف المدفعي وبالدبابات والقصف الجوي والقصف الصاروخي في مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا مع تطويقها ومنع وصول أي نوع من المساعدات لتلك المناطق منذ 6 أكتوبر/تشرين أول الجاري، وبما يشمل استهداف ما تبقى من منازل سكنية ومرافق ومراكز الإيواء، وباستخدام متجدد للأسلحة المحرمة دولياً على نحو أدى لمقتل قرابة 300 مدني غالبيتهم من النساء والأطفال، وفقدان نحو 120 آخرين لم يتم معرفة مصيرهم حتى هذا الصباح.
وبينما لا يزال قرابة 300 ألف فلسطيني يرفضون الخروج من مناطق سكناهم والنزوح في ظل ما يتعرض له النازحون من عمليات استهداف عمدي وإفناء، فقد لقيت الاستجابة المحدودة من بعض العائلات لتعليمات قوات الاحتلال للنزوح قسراً من تلك المناطق ملاحقة عدوانية، حيث تم القتل العمدي لعدد من العائلات التي خرجت من تلك المناطق في صورة قوافل مصغرة باتجاه الجنوب.
وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة، تعرضت تجمعات النازحين لعمليات قصف واستهداف متعمد للمدنيين، وخاصة الأطفال والنساء، وخاصة في مناطق مخيم النصيرات ومخيم الشاطئ، ومحيط مستشفى شهداء الأقصى مساء أمس.
وفي الوقت الذي تتراجع فيه الآمال إزاء احتمال وضع نهاية لجريمة الإبادة الجماعية الجارية في قطاع غزة في المدى المنظور، مع ترجيح أنها مرشحة للتمدد إلى القدس المحتلة والضفة الغربية، وإلى لبنان الذي يتعرض لأسوأ موجات العدوان الإسرائيلي في تاريخه، فقد بات تكثيف التحرك الجماعي العربي على المستوى الدولي ضرورة حتمية.
وتطالب المنظمة بالنظر في عقد قمة عربية طارئة، لا سيما بالنظر إلى تساعد العدوان على لبنان ومخاطر نشوب حرب شاملة في المنطقة، مع اتخاذ تدابير فعالة.
وفي تقدير المنظمة، يجب على الحكومات العربية العمل على دعوة مجلس الأمن لاجتماع طارئ، وتقديم مشروع قرار يستند على الفصل السابع من الميثاق
كما دعت الي استئناف عقد الدورة العاشرة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة للتصدي للدور الأمريكي في إفشال مجلس الأمن من الاضطلاع بواجباته
وتقديم كافة أوجه الدعم للتحقيقات التي يجريها مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وبما يشمله ذلك من دعم سياسي ولوجيستي ومالي
ودعوة الدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 لعقد مؤتمر طارئ لتبني التدابير الواجبة بموجب الاتفاقية نحو توفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين وملاحقة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة
و النظر في الانضمام الجماعي لدعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال في محكمة العدل الدولية