قال مساعد سكرتير عام الأمم المتحدة، عبدالله الدرديري، إنه لا يوجد تناقض بين النمو الاقتصادي والتنمية البشرية، لكن هناك مفاضلة بين النمو والتنمية الاقتصادية والبشرية طويلة المدى.
وأوضح الدرديري – خلال جلسة حوارية على هامش النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد – أن النمو الاقتصادي والتنمية البشرية مكملان لبعضهما، على سبيل المثال لو لم تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1960 حتى الآن نظاما للحماية الاجتماعية كما نراه، لكانت حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في أمريكا أقل بـ30% مما هي عليه اليوم.
وأضاف الدرديري أن علاقة الاستثمار في الحماية الاجتماعية أمر ضروري وأساسي لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام والعادل، الذي يشمل الجميع، مشيرا إلى أنه أثناء النزاعات يحدث خطئًا أن نبدأ بالمعونة الإنسانية، وعندما تستقر الأوضاع نبدأ بالتنمية، ولاحقا نبدأ بالتنمية البشرية، مثل فلسطين التي تحتاج إلى 280 مليون دولار سنويا من المعونة الإنسانية، وهذا الرقم لم يتأمن حتى الآن، لكن حتى لو تأمن 280 مليون دولار معونة إنسانية في فلسطين لمدة 10 سنوات مقبلة، فإنه لا مجال للتعافي الاقتصادي مع معونة إنسانية فقط.
وأكد الدرديري أن فلسطين تحتاج إلى 290 مليون دولار سنويا استثمارا تنمويا، إلى جانب المعونة الإنسانية خلال السنوات الـ10 المقبلة كي يعود حجم الناتج الفلسطيني إلى عام 2022.
وقال إن البرنامج الإنمائي يعمل مع الدول العربية في فلسطين وكل الدول العربية المتأثرة بالنزاعات، لافتا إلى أن لبنان حتى الآن خسر 9% من الناتج المحلي الإجمالي خلال ثلاثة أشهر فقط من النزاع الحالي؛ وبالتالي يعمل البرنامج معه على تعزيز الدعم الإنساني، وفي الوقت نفسه تعزيز الدعم التنموي حاليًا للتعافي المبكر وربطه بالتنمية البشرية من أجل التعافي طويل المدى.