يصادف اليوم الجمعة 8 نوفمبر، ذكري ميلاد الفنان محيى إسماعيل، الذي حفر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الفن المصري من خلال تقديم أدوار معقدة ومركبة جعلت له مكانة خاصة في قلوب جمهوره.
برع محيى في تقديم أدوار تعد من الأصعب في السينما المصرية، وتمكن من الظهور في مشاهد قليلة ولكن مؤثرة، كما كان له حضور مميز في لقاءاته الإعلامية، مما جعله في صدارة التريند في أكثر من مناسبة واليوم، وفي الذكرى السنوية لميلاده، يسلط موقع مصر الاخباري الضوء على أبرز محطات مسيرته الفنية.
فيلم “الرصاصة لا تزال في جيبي”
من أبرز أدوار محيى إسماعيل كان في فيلم “الرصاصة لا تزال في جيبي”، حيث قدم شخصية قائد إسرائيلي وقع في الأسر أثناء حرب أكتوبر 1973 ورغم قلة مشاهد الفيلم، إلا أن دوره لاقى إشادة واسعة، خاصة من الفريق الجمسى، الذي عبّر عن إعجابه الكبير بأدائه قائلاً: “إنت إزاي عملت كده؟ إنت عامل الدور بالظبط.”
لقد كانت تلك اللحظة واحدة من أروع تجسيداته، التي جعلته يبقى في ذاكرة الجمهور حتى اليوم.
“دموع الشيطان”
في عام 1986، قدم محيى إسماعيل شخصية معقدة نفسياً في فيلم “دموع الشيطان”، حيث لعب دور شاب مريض نفسي ومعقد العلاقات مع النساء، الذي يتحول إلى قاتل متسلسل.
كان العمل بمشاركة النجوم الراحل فريد شوقي، وحقق نجاحاً كبيراً بفضل الأداء القوي للممثلين، خصوصاً محيى الذي أضاف لهذا الدور عمقاً نفسياً جذاباً.
ذكريات مع الزعيم عادل إمام ونور الشريف
أما عن تعليقه على الزعيم عادل إمام، فقال محيى إسماعيل في أحد لقاءاته الإعلامية: “عادل إمام هو مرزق، لكنه زعيم كبير لأنه يجسد جميع الأحاسيس الإنسانية، ويستحق اللقب بجدارة.”
كما أضاف أن نور الشريف كان بمثابة تلميذه، مشيراً إلى أنهما قدما معاً ستة أفلام دون أن يشوب علاقتهما أي خلافات كما أشيع.
مخاوفه الشخصية وحياته الخاصة
على المستوى الشخصي، كشف محيى عن خوفه الكبير من الموت، حيث لا يحضر الجنازات ويفضل الابتعاد عن هذا الموضوع، مستذكراً حادثة تعرض فيها للغشيان عندما زار مقبرة أحد الأموات، وهو ما شكل عقدة له.
كما تحدث عن حياته المادية، مؤكداً أنه كان أول ممثل في الشرق الأوسط يمتلك سيارة بورش، إلا أن حادثاً تعرض له أثر على وجهه وجعله يبتعد عن قيادة السيارات وحالياً، قال محيى: “حسابي في البنك ربع مليون جنيه، وهذا يكفيني لمدة خمسة أو ستة أشهر.”
كواليس تصوير فيلم “بئر الحرمان”
كشف الفنان محيي إسماعيل خلال لقاء صحفي عن كواليس تصوير فيلم “بئر الحرمان” (إنتاج 1969) وتجربته مع النجمة سعاد حسني، وكيف تمسك بمبادئه رغم الضغوط حيث أوضح أنه في ذلك الوقت كان يتمتع بضوابط أخلاقية صارمة قائلاً: “كنت بصلي ورفضت القبلة في البداية، لكنهم قالوا لي: ‘أنت أهبل؟ دي سعاد حسني! مش هتشوف السينما تاني طول عمرك.'”
وأضاف إسماعيل أن إصراره على عدم تقبيل سعاد لم يكن من منطلق الخوف على مستقبله الفني، بل بسبب تمسكه بمبادئه الشخصية، وأشار قائلاً: “المستقبل بيد الله، مش بإيدي. أنا كنت بحب الأدوار الإنسانية ومبادئي ثابتة.” ومع مرور الوقت، قبل بالدور واعتبر المشهد “قبلة جميلة” دون أن يؤثر ذلك على قناعاته الأساسية.
يعد “بئر الحرمان” من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية، ويضم نخبة من الفنانين على رأسهم سعاد حسني، نور الشريف، محمود المليجي، مريم فخر الدين، محيي إسماعيل، وصلاح نظمي.
الفيلم من تأليف إحسان عبد القدوس، وسيناريو وحوار يوسف فرنسيس، وإخراج كمال الشيخ، وقد أضاف إسماعيل لمسة خاصة للفيلم بأدائه المميز وتمسكه بمبادئه التي جعلته نموذجاً يُحتذى به في الوسط الفني.