اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن 25 رئيس حكومة ودولة ومنظمة دولية وجهوا دعوة مشتركة استثنائية اليوم، عبر عدة صحف حول العالم؛ لإنشاء معاهدة الوباء الدولية لتكون معاهدة جديدة؛ تشير إلى اتخاذ إجراءات سياسية رفيعة المستوى واللازمة لحماية العالم من الأزمات الصحية فى المستقبل .
وأشارت منظمة الصحة – فى بيان من جنيف اليوم /الثلاثاء/ – إلى أنه ستكون هناك أوبئة أخرى وحالات طوارئ صحية كبرى أخرى، ولايمكن لأى حكومة أو وكالة متعددة الأطراف أن تتصدى لهذا التهديد بمفردها، لافتة إلى أن القيادات، التي وجهت الدعوة أكدت أن العالم عليه أن يكون أكثر استعدادا للتنبؤ بالأوبئة ومنعها واكتشافها وتقييمها والاستجابة لها بشكل فعال وبطريقة منسقة، وقالت المنظمة إن جائحة كورونا كانت تذكيرا صارخا ومؤلما بأنه لايوجد أحد آمن حتى يصبح الجميع آمنين.
ولفتت المنظمة إلى أن الهدف الرئيسي لمعاهدة دولية جديدة للتأهب للأوبئة والاستجابة لها يتمثل في تعزيز نهج شامل متعدد القطاعات لتعزيز القدرات الوطنية والاقليمية والعالمية والقدرة على التكيف مع الأوبئة فى المستقبل، مشددة على أن هذه فرصة للعالم للالتقاء كمجتمع عالمي من أجل التعاون السلمي، الذى يمتد إلى ما بعد هذه أزمة كورونا .
وأوضحت المنظمة أن هذه المعاهدة ستكون متجذرة في دستور منظمة الصحة العالمية، وتستقطب المنظمات الأخرى ذات الصلة الرئيسية في هذا المسعى؛ دعما لمبدأ الصحة للجميع، مضيفة أن الصكوك الصحية العالمية الحالية، لا سيما اللوائح الصحية الدولية؛ ستدعم مثل هذه المعاهدة؛ مما يضمن أساسا ثابتا ومختبرا يمكن البناء عليه وتحسينه .
من جانبه أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس أدهانوم – في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في جنيف اليوم – أن جائحة كورونا لفتت الأنظار إلى أوجه التفاوت في المجتمعات وانعدام الثقة في المؤسسات أحيانا ، كما لفتت الأنظار إلى ضرورة تعزيز النظم الصحية.
وأضاف تادروس أنه لايمكن للعالم أن ينتظر حتى انتهاء الجائحة، لكن عليه أن يستعد – من الآن – للجائحة القادمة خاصة وأن الأثر الاجتماعي والاقتصادى للوباء كان كبيرا للغاية على الفئات المهمشة .
وحذر تادروس من أن العالم أن لم يبادر بالاستعداد، فسيبقى معرضا لخطر كبير، وقال إن الوباء أكد أنه على الجميع الالتزام بمبادئ الصحة .
وأشار إلى أن فكرة المعاهدة، التمكن من سد الفجوات التي سلطت الجائحة الضوء عليها، وأن تتم الاستفادة – أيضا – بقدرات العالم الابتكارية والتكنولوجية .
وأكد تادروس أن المعاهدة ستوفر إطارا للتضامن والتعاون العالمي وبناء القدرة على الصمود على المستويين الوطني والإقليمي، وأيضا النفاذ للعلاجات واللقاحات والكشف والاستجابة للأوبئة .
وقال تادروس إن المعاهدة يمكن أن تنظر فيها جمعية الصحة العالمية؛ حيث ستستند المعاهدة إلى ميثاق المنظمة، مضيفا أن المصادقة عليها ستكون أمرا مرهونا باستجابة الدول الاعضاء .
وفي السياق، لفت البيان الصادر عن منظمة الصحة إلى أنه من بين الموقعين على النداء العاجل الصادر اليوم والذي نشرته صحف عدة في العالم وبلغات مختلفة: رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون والمساشارة الإلمانية ميركل ورئيس وزراء أسبانيا والرئيس الفرنسي ِإيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الأسباني ورئيس وزراء البرتغال ورئيس وزراء إيطاليا وغيرهم، إضافة الى الدكتور تادروس ادهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية .