النرجسية ليست مجرد سمة سلوكية سطحية، بل هي اضطراب شخصي عميق يمكن أن يؤثر بشكل كبير على علاقات الأفراد مع من حولهم. واحدة من أكثر صور النرجسية صعوبة في التعامل هي النرجسية الخفية، أو ما يُطلق عليها أحيانًا “النرجسية السلبية”، حيث لا يظهر الشخص المريض بها بنفس الطريقة المباشرة أو العلنية التي نراها في الأشخاص ذوي النرجسية الظاهرة. عندما تكون الزوجة نرجسية خفية، فإن تأثيراتها قد تكون غير مرئية أو صعبة الفهم في البداية، لكنها قد تكون مدمرة على المدى البعيد.
ما هي النرجسية الخفية؟
يجيب احمد امين اخصائي العلاقات الاسريه علي السؤال بقولة : النرجسية الخفية هي شكل من أشكال اضطراب الشخصية النرجسية، لكنها تختلف عن النرجسية الظاهرة في طريقة التعبير عن الحاجة الشديدة للإعجاب والاعتراف. في حين أن الأشخاص ذوي النرجسية الظاهرة قد يظهرون بحالة من الغرور والتفاخر، فإن النرجسيين الخفيين عادةً ما يعبرون عن أنفسهم بطريقة أكثر خفاءً، غالبًا ما يتسمون بالعزلة والانسحاب الاجتماعي، كما أنهم قد يظهرون في صورة المظلومين أو الضحايا.
السمات السلوكية للزوجة النرجسية الخفية
١. الاهتمام المستمر بالذات: الزوجة النرجسية الخفية قد لا تتفاخر بنفسها علنًا، لكنها دائمًا تسعى للحصول على الاهتمام والاعتراف بطريقة غير مباشرة. قد تستخدم مشاعرها أو احتياجاتها الخاصة كأداة لجذب انتباه زوجها، مع إبراز “الضحية” في العديد من المواقف.
٢. الاستغلال العاطفي: هذه الزوجة غالبًا ما تميل إلى استغلال مشاعر الزوج بشكل غير مباشر. يمكن أن تكون في حالة من التذمر المستمر أو تلعب دور المظلوم لتجذب تعاطف زوجها، بينما في الواقع تسعى لتحقيق مكاسب شخصية دون أن تعطي المقابل.
٤. الشعور بالتفوق الخفي: على الرغم من أنها قد لا تظهر تفوقها بشكل صريح، إلا أن الزوجة النرجسية الخفية تعتقد أنها أفضل من الآخرين وأن لها حقوقًا خاصة. قد تقوم بتوجيه النقد المستمر لشريكها بشكل غير مباشر، مما يجعله يشعر بعدم الكفاءة أو العجز.
٥. التلاعب بالذنب: كثيرًا ما تستخدم هذه الزوجة أسلوب التلاعب بالذنب لتوجيه الزوج إلى الاعتراف بأخطائه أو لتعديل سلوكه وفقًا لرغباتها. قد تشعر الزوجة النرجسية الخفية بأنها الأحق بالاهتمام، وعندما لا يتم تلبية احتياجاتها، تستخدم مشاعر الذنب واللوم لتغيير المواقف لصالحها.
٦. انعدام التعاطف: رغم أنها قد تبدو مهتمة أو داعمة في البداية، إلا أن الزوجة النرجسية الخفية تفتقر إلى القدرة على التعاطف الحقيقي مع مشاعر الآخرين. تميل إلى أن تكون مشاعرها الخاصة هي الأهم، وغالبًا ما تكون غير قادرة على فهم أو الاهتمام بمشاعر زوجها.
اما عن تاثيرها على العلاقة الزوجية:
ويقول احمد امين : عندما تكون الزوجة نرجسية خفية، يمكن أن تكون العلاقة الزوجية مليئة بالتحديات والمشاعر السلبية. بعض التأثيرات التي قد تنشأ نتيجة هذا السلوك تشمل:
١. الشعور بالعزلة: الزوج قد يشعر بالعزلة العاطفية نتيجة عدم قدرة زوجته على تقديم الدعم العاطفي الحقيقي له، مما يخلق فجوة في العلاقة.
٢. التشويش العاطفي: الزوج قد يجد نفسه عالقًا في دوامة من التلاعب العاطفي، حيث يجد صعوبة في تحديد ما هو حقيقي وما هو مفروض عليه. قد يظن أن المشاكل كلها من صنعه، مما يضعف ثقته بنفسه وقدرته على اتخاذ القرارات.
٣. الانتقادات المستمرة: الزوجة النرجسية الخفية قد تقوم بانتقاد الزوج باستمرار بطريقة خفية وغير مباشرة، مما يؤدي إلى شعور الزوج بعدم القيمة أو النقص.
٤. إرهاق العاطفي: إن العلاقة مع شخص نرجسي خفي يمكن أن تكون مرهقة عاطفيًا. الرجل الذي يتعامل مع زوجة نرجسية خفية قد يشعر وكأنه مضطر دائمًا لإرضاء الطرف الآخر وتلبية احتياجاته دون تلقي الدعم العاطفي اللازم.
كيف يمكن التعامل مع الزوجة النرجسية الخفية؟
وينصح احمد امين باتخاذ عدد من الاجرارات للتعامل مع الزوجة النرجسية الخفية يتطلب وعيًا عميقًا وفهمًا لهذا الاضطراب الشخصي. إليك بعض النصائح:
تحديد الحدود: من الضروري أن يتعلم الزوج وضع حدود صحية في العلاقة، بحيث يعرف متى يجب أن يقول “لا” عندما يتجاوز السلوك النرجسي حدوده.
البحث عن الدعم: الزوج الذي يشعر بالإرهاق العاطفي يمكنه أن يستفيد من البحث عن دعم خارجي، مثل الاستشارة الزوجية أو العلاج النفسي.
التواصل المباشر: يجب على الزوج التحدث بوضوح وصراحة مع زوجته عن سلوكه وتأثيره عليه، مع محاولة فهم دوافعها وتحقيق التوازن في العلاقة.
تعزيز الثقة بالنفس: من المهم أن يعمل الزوج على بناء ثقته بنفسه وتحقيق استقلاله العاطفي لكي لا يكون عرضة للتلاعب العاطفي.
