قال مصدر من المعارضة السورية يوم الاثنين إن الولايات المتحدة وتركيا توصلتا إلى اتفاق يضمن الانسحاب الآمن لقوات سوريا الديمقراطية من مدينة منبج شمال سوريا بعد تقدم قوات المعارضة المدعومة من تركيا.
وذكر مصدر أمني تركي أن جماعات معارضة سورية مدعومة من أنقرة انتزعت في وقت سابق السيطرة على مدينة منبج في شمال سوريا من قبضة قوات سوريا الديمقراطية، وذلك غداة إعلان المعارضة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متحدثا من أنقرة إنه يرحب بإخلاء منبج من “الإرهابيين”. وكانت قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على المدينة خلال الأيام القليلة الماضية وسط قتال عنيف مع الجيش الوطني السوري وجماعات أخرى تدعمها تركيا.
وذكر مصدر المعارضة السورية المطلع على المسألة أن المقاتلين الأكراد “انسحبوا من المدينة ولا يزال يتعين عليهم الانسحاب من مناطق أخرى”.
وأظهر مقطع مصور تحققت رويترز من صحته ترحيب الناس بقوات المعارضة في منبج التي تبعد نحو 30 كيلومترا جنوبي الحدود التركية وإلى الغرب من نهر الفرات.
ويقول محللون إن قوات سوريا الديمقراطية قد تعبر شرقي النهر مقتربة من أحد معاقل الأكراد. وانسحب بعض مقاتليها أيضا من تل رفعت وأجزاء من حلب في الغرب، وذلك في الأيام الأولى من هجوم المعارضة الخاطف الذي بدأته من شمال سوريا باتجاه الجنوب.
واستمرت الاشتباكات في الشمال رغم النجاحات السريعة المفاجئة التي حققتها المعارضة في السيطرة على حلب في البداية ثم على العاصمة دمشق في الجنوب يوم الأحد.
واستغرق الهجوم المباغت أقل من أسبوعين بعد حرب استمرت 13 عاما.
وذكرت وكالة الأناضول للأنباء، وهي الوكالة الرسمية التركية، أن المنطقة يجري تفتيشها بحثا عن ألغام أرضية وفخاخ ربما خلفتها الفصائل المسلحة الكردية.
وهنأ عبد الرحمن مصطفى، رئيس “الحكومة السورية المؤقتة” التابعة للمعارضة المدعومة من تركيا، القوات التي سيطرت على منبج.
وقال مصطفى عبر منصة إكس “نقف بكل فخر واعتزاز مع قواتنا البطلة، ونشد على أيديهم لاستكمال تحرير كل شبر من أرضنا وتحقيق تطلعات شعبنا بالحرية والكرامة”.
وقالت الولايات المتحدة إنها ستبقي على وجودها في شرق سوريا، حيث تتمركز قوات سوريا الديمقراطية، وإن واشنطن ستتخذ الخطوات اللازمة لمنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية. وتشير التقديرات إلى أن لدى الولايات المتحدة 900 جندي في شرق سوريا بالإضافة إلى قوات سوريا الديمقراطية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الضربات الأمريكية في سوريا في الأيام القليلة الماضية ركزت على خلايا تنظيم الدولة الإسلامية لمنع عناصرها من استغلال نجاحات المعارضة السورية المسلحة.
حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الاثنين من أن تنظيم الدولة الإسلامية سيحاول استغلال هذه الفترة لمعاودة بناء قدراته في سوريا، لكنه قال إن الولايات المتحدة عازمة على عدم السماح بحدوث ذلك.
وأضاف بلينكن أن الشعب السوري هو الذي يجب أن يختار مستقبله، مشيرا إلى أن التصريحات التي أدلى بها زعماء المعارضة السورية بشأن بناء حكم شامل هي موضع ترحيب، لكن المقياس الحقيقي سيكون في الإجراءات التي يتخذونها.
وقال بلينكن خلال فعالية في وزارة الخارجية الأمريكية “نهاية هذا النظام هي هزيمة لكل من ساعده على (ممارساته) الهمجية وفساده، ولا سيما إيران وحزب الله وروسيا. لذا، فإن هذه اللحظة تمثل فرصة تاريخية، لكنها تحمل أيضا مخاطر كبيرة”.
وأضاف “التاريخ يظهر كيف يمكن أن تتحول لحظات الوعد إلى صراع وعنف سريعا. سيحاول تنظيم الدولة الإسلامية استغلال هذه الفترة لمعاودة بناء قدراته وإقامة ملاذات آمنة. وكما أظهرت ضرباتنا الدقيقة مطلع هذا الأسبوع، فإننا عازمون على عدم السماح بحدوث ذلك”.
ووضعت الإطاحة بالأسد حدا لشبكة نفوذ إيران في الشرق الأوسط، لكن يتعين على إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية الآن أن تتعامل مع خطر عدم الاستقرار والتطرف من القوى التي ستحل محل الأسد.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة ستواصل حماية قواتها من أي تهديد.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن قواتها نفذت عشرات الضربات الجوية على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في وسط سوريا يوم الأحد.
وأضافت في بيان أن ضرباتها تهدف إلى ضمان عدم استغلال تنظيم الدولة الإسلامية للوضع الحالي في سوريا.
وسيطر مقاتلو المعارضة السورية على العاصمة دمشق دون مقاومة تذكر يوم الأحد بعد تقدم خاطف دفع الرئيس بشار الأسد إلى الفرار إلى روسيا بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما وحكم عائلته الاستبدادي الذي دام أكثر من 50 عاما.
واجتاح تنظيم الدولة الإسلامية مساحات واسعة من سوريا والعراق في عام 2014 وأقام خلافة إسلامية قبل أن يطرده تحالف تقوده الولايات المتحدة في 2019.