أصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بيانا اليوم. وقال البيان يقف الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ضد ما يقوم به الكيان الصهيوني المحتل من استغلال بغيض للظروف التي تمر بها سورية الشقيقة مواصلا مخططاته الرامية إلى ابتلاع ما يتسع له جشعه لتحقيق إسرائيل كبرى مقتطعا من أوطاننا العربية العزيزة الغالية، ومحاولا فرض خريطة جديدة للشرق الأوسط تصب في مصلحة مخططاته العنصرية النقيضة.
وشدد الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب الشاعر والمفكر الكبير الدكتور علاء عبد الهادي أن الاعتداءات الصهيونية على مقدرات الشعب السوري ومنشآته العامة لن تكون الأخيرة، وفق سياسات فرض الأمر الواقع، ثم التفاوض على ما لا حق له فيه ، للحصول على مكاسب جديدة، وفق صمت عربي وعالمي شائن على مستويي النص والأداء، وعلى نحو يستدعي السؤال عن وجهته القادمة! في ظل إحدى استراتيجياته التاريخية: “المغامرة القصوى للحصول على نتائج قصوى”.
وأضاف إن الهجمات التي قامت بها القوات الصهيونية من فور بدء الأحداث على المنشآت العسكرية السورية والتي أدت إلى تدمير ما يزيد عن ثمانين بالمائة من البنية التحتية للجيش السوري، هي اعتداءات مخالفة لكل المواثيق الدولية وتأتي في إطار فرض سياسة الأمر الواقع من خلال التطويع والتطبيع والتركيع للدول والشعوب.
وقال إن الاعتداء على القوات الجوية والبحرية وتدمير الطائرات و المطارات والمعدات العسكرية السورية واغتيال العلماء السوريين، وتدمير مجامع البحوث العلمية، لا يأتي بعيدا عن السياق العام للعدوان الإسرائيلي المدعوم من الغرب والهادف إلى تدمير روح المقاومة في الضمير العربي بعامة، واستهدافه في غزة ولبنان وسوريا واليمن والعراق بخاصة من أجل بسط الهيمنة الإسرائيلية الغربية على المنطقة بأسرها.
إن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي يمثل عشرات الآلاف من المثقفين العرب، يدعو الأحرار في العالم كله، ويستحث المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني الصديقة في أرجاء العالم الحر إلى إدانة هذه المخططات العدوانية والممارسات الإجرامية، كما يستنكر الصمت العربي المريب تجاه الاعتداء المتواصل في فلسطين وعلى دول عربية أعضاء في الجامعة العربية، لن تكون آخرها سوريا، دول في جامعة الدول العربية تربطها اتفاقيات دفاع مشترك، وقبل ذلك روابط لغة وعقائد وتاريخ ومصير ودم.
ويؤكد الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أن معادلة الحكم في أية دولة تظل شأنا داخليا يقرره أبناؤها، وأن أي تدخل أجنبي مباشر في هذه المعادلة يمثل خرقا للقوانين والمواثيق الدولية كافة، واعتداء على حق الشعب السوري الأصيل في تقرير مصيره ورسم مستقبله.
لقد شن سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 300 غارة في أنحاء مختلفة على التراب السوري، واستهدف القصف الإسرائيلي مواقع عسكرية ومستودعات ومخزونات الأسلحة الإستراتيجية، بما في ذلك مئات منصات إطلاق صواريخ أرض- أرض من مختلف الأنواع، كما استهدفت الهجمات الإسرائيلية أسراب طائرات مقاتلة، ومطارات عسكرية، وبطاريات دفاع جوي، ومراكز بحث علمي وألوية صاروخية في مختلف المناطق السورية، وخلال الهجمات تم تدمير البنية التحتية العسكرية وعشرات المروحيات والطائرات السورية.
وبالتزامن مع ذلك نفذ سلاح البحرية الإسرائيلي ضربات واسعة النطاق لتدمير الأسطول التابع للقوات البحرية في الجيش السوري، ودمرت سفن البحرية الإسرائيلية العديد من السفن السورية، والتي تحتوي على العشرات من صواريخ بحر – بحر، في ميناءي البيضا واللاذقية.
إن هذه الحصيلة الأولية تشير بجلاء إلى حقيقة الخطر الداهم الذي تواجهه المنطقة، وهذا ما يحتم على الدول العربية الانتقال من موقع الوساطة إلى موقع الفعل وتبني خيار المقاومة، فلا توجد دولة عربية واحدة بمنجاة من هذا المخطط الخبيث باحتلال الأراضي والاستيلاء على الضمائر قبل المقدرات، وإعادة لرسم خريطة الشرق الأوسط الجديد بما يحقق الهيمنة الإسرائيلية الغربية المطلقة على شعوبنا وترابنا وتراثنا وتاريخنا ومقدراتنا، وهذا ما يؤكده إعلان رئيس وزراء الكيان المحتل بوضوح في أن وجود إسرائيل في المناطق التي احتلتها في جبل الشيخ وغيرها هو وجود دائم.
إن سورية تواجه اليوم شبح التقسيم الذي يطل بوجهه القبيح، من أجل إعادة تقسيم المقسم تحقيقا للمصالح الاستراتيجية الغربية التي تصب في صالح الكيان الصهيوني الغاصب.
ويؤكد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أنه سيبقى داعما لفكرة المقاومة، واثقا أن إرادة الشعوب الحرة لا يمكن كسرها، وأنها سوف تنتصر في النهاية.
المجد للشهداء، والمجد للمقاومة ، ولثوابت ضميرنا الثقافي العربي.