بمزيج من الحزن والآسى، تلقت المنظمة العربية لحقوق الإنسان نبأ وفاة المفكر المصري الكبير الدكتور نادر فرجاني عضو مجلس أمناء المنظمة سابقا وأحد الرواد المؤسسين لحركة حقوق الإنسان في الوطن العربي.
والراحل الكبير هو صاحب إسهامات كبرى في مجال التنمية وفي النضال من أجل حقوق الإنسان في المنطقة العربية، حيث كان أول دفعته في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وصدر له العديد من الكتب والأدبيات التي حملت بصمات خاصة، تشمل الاستناد على حقوق الإنسان في مسار التنمية.
وكان من بين محطاته البارزة مع المنظمة عضويته بمجلس أمناء المنظمة لعدة دورات، أسهم خلالها في تطوير انخراط المنظمة في مجالات التنمية والتي دفعت المنظمة لتقدم العديد من الإسهامات والبصمات المهمة حتى اليوم.
وقاد الراحل الكبير بعثة المنظمة لتقصي حقائق إلى كل من الكويت والعراق في العام ١٩٩١ بعد انتهاء الحرب، وأسهمت البعثة في الإضاءة بشكل قوي على أثر العقوبات الدولية الفادح على الشعب العراقي، والإضاءة أيضا على ملف المفقودين والمختفين الكويتيين في العراق.
وكانت سلسلة تقارير التنمية الإنسانية العربية من ٢٠٠٢ إلى ٢٠٠٥ من أبرز إنجازات المفكر الراحل، والتي أثرت عبر أربعة تقارير في تطوير الفكر التنموي العربي، بما في ذلك بالاستناد على حقوق الإنسان، والتي أسهم فيها مع المفكر الراحل قيادات المنظمة من الأجيال المختلفة.
وعبر رئيس المنظمة المحامي علاء شلبي عن حزنه الشديد لوفاة المفكر الكبير، مضيفا “لطالما تفاخرت شخصيا بالمساهمة في سلسلة تقارير التنمية الإنسانية العربية تحت قيادة هذا المفكر الفذ صاحب الخبرة الرائدة والعمق الأكاديمي الهائل”، وختم “لقد أبى العام ٢٠٢٤ المنصرم ألا يغادرنا دون مزيد من الآلام، حيث فقدنا المفكر ورائد التنمية الإنسانية الدكتور نادر فرجاني، أحد الرواد الأربعين الذين احتفت المنظمة بهم في العام ٢٠٠٨ في الاحتفال بعيد تأسيسها الخامس والعشرين”.
وإذ تدعو المنظمة للفقيد بالرحمة والمغفرة، فإنها تتقدم بصادق التعازي والمواساة لأسرته وزملائه وتلاميذه ومحبيه.