ماهيتاب عبد السلام تكشف كيف يساهم الرسم والتلوين في تحسين وظائف الدماغ وزيادة التركيز

تقول الفنانه التشكيليه ماهيتاب عبد السلام انه في ظل التحديات التي تواجه الانسان في حياته اليومية أصبح الحفاظ على التركيز وتعزيز القدرات الذهنية أمرا صعبا وقد اثبتت الطرق العلاجية الغير تقليدية مثل الرسم والتلوين قدراتها على تحسين وظائف الدماغ وتخفيف الضغوط النفسيه ،الرسم والتلوين يمثلان ادوات فعالة للعلاج النفسي وتعزيز الانتباه وتفعيل نصفي الدماغ بشكل متوازن واستعرضت كيف يمكن لهذه الأنشطة الا بداعية ان تصبح وسيلة فعالة لتحفيز الدماغ وزيادة التركيز
تحفيز وظائف الدماغ من خلال الرسم
وتقول : عند ممارسة الرسم والتلوين يتم تنشيط نصفي الدماغ بشكل متوازن حيث يساهم النصف الأيسر في التفكير التحليلي وتنظيم الاشكال والخطوط كذلك ينشط النصف الأيمن المسؤول على الجانب الإبداعي، مما يعزز التوازن الذهني ويحفز الذاكرة البصرية ويحسن مهارات التخطيط ويزيد من المرونة العقلية
الفن وتطوير المهارات الحركية
وتوضح انه اثناء ممارسة الرسم والتلوين نحتاج الى قدر كبير من التحكم في الحركات الدقيقة للأصابع واليد للامساك بالفرشه او القلم مما يساعد على تقوية العضلات الدقيقة وتعزيز التنسيق بين اليد والعين
التلوين وتخفيف التوتر وتهدئة الجهاز العصبي
واكدت ماهيتاب الدراسات اثبتت ان التلوين يخلق حالة من التأمل النشط ،حيث يركز العقل على مهمة واحده مما يؤدي إلى تهدئة الجهاز العصبي فالتلوين المتكرر اشكال هندسيه (الماندالا) يساعد على تقليل هرمونات التوتر ويبعد العقل عن التفكير السلبي ويساعد على الهدوء الذهني
الرسم كوسيلة لزيادة الانتباه
من خلال الاستغراق في الرسم لفترات طويله يتم تدريب الدماغ على الاستمرار في التركيز دون تشتت وهذا الأمر له دور ايجابي في تحسين الانتباه خاصة لدى الاطفال الذين يعانون اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD
الرسم وتحفيز الذاكرة البصرية
وقالت : عند محاوله رسم شيء من الخيال يتطلب هذا استدعاء الذاكرة البصرية واستخدمها بشكل مستمر مما يساعد على تقوية مراكز الذاكرة مما يساهم في تحسين القدرة على استرجاع المعلومات بشكل ادق
أمثلة عملية استخدام الرسم والتلوين في تحسين صحة الأفراد النفسية
واضافت : حالة طفل يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تم تقديم كتاب تلوين يحتوي على أشكال هندسية معقدة له طلب منه تلوين الأشكال باستخدام مجموعه محدده من الألوان لاحظ المعالج تحسن تدريجيا في قدرة الطفل على التركيز لفترات أطول وبعد عده اسابيع اظهر الطفل قدره اكثر على التركيز مما انعكس بشكل ايجابي على دراسته
حالة مراهق يعاني من القلق الاجتماعي وكان يرفض التحدث أمام الاخرين ،طلب منه المعالج رسم مشاعره باستخدام الألوان التي تعكس حالته النفسية دون الحاجة إلى التعبير اللفظي، لاحظ المعالج مع مرور الوقت انه اصبح اكثر راحة في التحدث عن رسوماته مما ساعده في التفاعل الاجتماعي تدريجيا وتخفيف حدة القلق الذي كان يعاني منه
وتشير الي ان مجموعه من النساء الناجيات من الصدمات النفسيه تم تنظيم جلسات جماعية لهم وطلب منهم رسم مشاهد تعكس أحلامهم في المستقبل ، ساعدت الجلسات النساء على التعامل مع مشاعرهم بشكل ايجابي وتجاوز جزء من آثار الصدمة حيث تم التركيز على رؤيتهم للمستقبل بشكل اكثر اشراق
كبار السن المصابون بضعف الذاكرة او الزهايمر حيث استخدم الرسم والتلوين كوسيلة لتحفيز الذاكرة وتحسين المزاج لدى المرضى المصابين بضعف الذاكرة وطلب منهم رسم مشاهد من طفولتهم او اماكن مألوفة لهم، اظهرت الجلسات تحسن في الذاكرة قصيرة المدى لدى بعض المشاركين كذلك ايضا تقليل مشاعر القلق والارتباك
الرسم والتلوين ليس مجرد انشطه ترفيهيه بل هما ادوات علاجية فعالة لتحفيز وظائف الدماغ وتعزيز الانتباه وتحسين المهارات الحركية والمعرفية ودمج هذه الانشطه في الحياة اليومية يمكن ان يحدث فرق كبير في تحسين جودة الحياة سواء من الناحية النفسيه والذهنيه ،
وتحتم الفنانه ماهيتاب عبد السلام كلامها بفولها :ان التفاعل بين الرسم والدماغ هو رحله من الاكتشاف والابداع، تثبت أن الفن ليس مجرد وسيله للتعبير عن الذات ،بل هو ايضا طريق نحو الشفاء والتطور الشخصي