وقع الرئيسان الروسي والإيراني فلاديمير بوتين ومسعود بزشكيان اليوم الجمعة في العاصمة الروسية موسكو، على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وتشير الاتفاقية إلى أن الجانبين مهتمان بتعزيز العلاقات الودية بما يلبي المصالح الأساسية لروسيا وإيران، كما تشير إلى الروابط التاريخية العميقة بين الشعبين، و”التقارب الثقافي والقيم الروحية والأخلاقية، والمصالح المشتركة، والعلاقات القوية من حسن الجوار والفرص الواسعة للتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والإنسانية والعلمية والتقنية وغيرها”.
وبموجب المعاهدة، ستعمل روسيا وإيران بشكل مشترك على مكافحة القرصنة والسطو المسلح في البحر، وتبادل الوفود العسكرية وإجراء التدريبات العسكرية، وهو ما يشمل : “التعاون العسكري بما في ذلك تبادل الوفود العسكرية والخبراء، وزيارات السفن الحربية والبواخر إلى الموانئ، وتدريب الأفراد العسكريين، وتبادل الطلاب والمعلمين، وتنفيذ عمليات الإغاثة والإنقاذ البحرية المشتركة، فضلاً عن الجهود المبذولة لمكافحة القرصنة والسطو المسلح في البحر”، وفقا لما نقلته وكالة “تاس”.
واتفقت البلدان على “التعاون بشكل وثيق في إجراء مناورات عسكرية مشتركة في أراضي كل منهما وخارج حدودهما بالاتفاق المتبادل ومع مراعاة المعايير المعترف بها عمومًا للقانون الدولي المعمول به”، على أن تتشاوران وتتعاونان في مواجهة التهديدات العسكرية والأمنية المشتركة ذات الطبيعة الثنائية والإقليمية، بالإضافة إلى التعاون العسكري والمشاركة في المعارض الدفاعية الدولية التي تقيمها الأطراف المتعاقدة والمسابقات الرياضية والأحداث الثقافية وغيرها.
وأكد الجانبان التزامهما بتطوير التعاون العسكري التقني على أساس الاتفاقيات الثنائية، مع مراعاة المصالح المتبادلة والتزاماتهما الدولية ، وينظران إلى هذا التعاون “كمكون مهم للحفاظ على الأمن الإقليمي والعالمي”، كما تتعاون موسكو وطهران بشكل أوثق في مكافحة الجرائم الإلكترونية، وفقًا لمعاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعها رئيسا البلدين.
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الجمعة، أن روسيا وإيران تحولتا بشكل شبه كامل إلى التعامل بالعملات الوطنية للبلدين في التسويات المتبادلة وتعملان على ربط أنظمة الدفع الوطنية الخاصة بهما.
وقال بوتين ، بحسب ما نقلته وكالة أنباء “تاس” الروسية ، “من اللافت للنظر أن بلدينا تحولا بشكل شبه كامل إلى العملات الوطنية في التسويات المتبادلة، ويسعيان إلى بناء قنوات مستقرة للتفاعل المصرفي، ويعملان على ربط أنظمة الدفع الوطنية الخاصة بهما”، لافتا إلى أن حصة المعاملات بالروبل الروسي والريال الإيراني في عام 2024 تجاوزت 95٪ من إجمالي العمليات التجارية الثنائية.
وأكد أن روسيا وإيران شريكان مهمان لبعضهما البعض في التجارة والتمويل والاستثمار، مشيرا إلى أن دخول اتفاقية التجارة الحرة الكاملة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي حيز التنفيذ في المستقبل القريب سيساهم أيضا في توسيع العلاقات التجارية الثنائية.
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المعاهدة الجديدة بين روسيا وإيران ليست موجهة ضد أي دولة. وقال إن المعاهدة ذات طابع بناء و”تهدف إلى تعزيز قدرات روسيا وإيران في مختلف أنحاء العالم”، من أجل تطوير الاقتصاد بشكل أفضل، وحل القضايا الاجتماعية، وضمان القدرات الدفاعية بشكل موثوق.
من جانبه، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن المعاهدة تغطي جميع جوانب التعاون بين البلدين. وأضاف أن “هذا ليس مجرد وثيقة سياسية، بل خارطة طريق للمستقبل”.
وفي مقالته لوكالة “ريا نوفوستي”، حدد وزير الخارجية الإيراني ثلاثة مجالات رئيسية للمعاهدة: الاقتصاد، التكنولوجيا، والروابط الإنسانية. كما أشار إلى أن تعزيز التعاون في مجال الدفاع والأمن سيكون جانبا مهما من الوثيقة الجديدة.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن المعاهدة تتضمن، من بين أمور أخرى، إكمال ممر النقل الدولي “الشمال-الجنوب” وزيادة حجم التجارة. وتعتزم طهران وموسكو، في إطار المعاهدة الجديدة، التعاون في إنتاج ونقل وتصدير الطاقة، كما سيتم نقل تقنيات جديدة في مجال الطاقة المتجددة. بالإضافة إلى ذلك، ستسهل الاتفاقية الاستراتيجية بين روسيا وإيران شروط السفر للسياح وستنشئ برامج ثقافية مشتركة، كما أشار عراقجي.