اندلع خلاف دبلوماسي حاد بين بنما والولايات المتحدة بعد أن اتهم رئيس بنما، خوسيه راؤول مولينو، نظيره الأمريكي دونالد ترامب بـ”الكذب”، ردًا على تصريحات الأخير حول استعادة السيطرة على قناة بنما.
وكتب مولينو عبر منصة “إكس”: “مرة أخرى، الرئيس ترامب يكذب. قناة بنما ليست في طور الاسترداد”، مؤكدًا رفضه “أي مساس بسيادة بلاده وكرامتها”.
تصريحات ترامب تشعل التوتر
وجاءت هذه الأزمة بعد أن أعلن ترامب خلال خطاب أمام الكونجرس أن إدارته بدأت بالفعل في استعادة قناة بنما لتعزيز الأمن القومي الأمريكي، قائلاً: “نحن نستعيدها”، وهو ما أثار غضب الحكومة البنمية، التي أكدت أن القناة تُدار بالكامل من قبل هيئة قناة بنما المستقلة منذ عام 1999.
صفقة تجارية تُثير الشكوك
في الوقت ذاته، أعلنت شركة “سي كيه هوتشيسون” القابضة، ومقرها هونج كونج، عن بيع 90% من حصتها في شركة “بنما بورتس” إلى كونسورتيوم بقيادة شركة “بلاك روك” الأمريكية، في صفقة بلغت قيمتها 19 مليار دولار.
وعلى الرغم من تأكيد الشركة أن الصفقة غير مرتبطة بتصريحات ترامب، إلا أن الكثيرين في بنما يشككون في ذلك، خاصة بعد تصاعد التوترات حول مزاعم ترامب بشأن “النفوذ الصيني” في القناة، وهو ما أدى إلى احتجاجات واسعة في بنما وتقديم شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة.
قناة بنما تحت الإدارة البنمية
من جانبها، أكدت هيئة قناة بنما المستقلة، التي تدير القناة منذ أكثر من 25 عامًا، أن القناة تخضع لإدارة بنمية خالصة دون أي تدخل أجنبي.
وقالت إيليا إسبينو دي ماروتا، نائب مدير القناة: “القناة تُدار بنسبة 100% من قبل البنميين. نحن كيان مستقل ولا يوجد تدخل صيني في إدارتها”، مؤكدة أن تصريحات ترامب “لا تستند إلى أي حقائق واقعية”.
تصعيد محتمل في العلاقات الأمريكية البنمية
مع استمرار التصعيد بين واشنطن وبنما، يترقب المراقبون تطورات هذه الأزمة، وسط مخاوف من تأثيرها على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، خاصة أن القناة تمثل نقطة محورية في التجارة العالمية، حيث تمر عبرها 5% من حركة التجارة البحرية العالمية و40% من حركة الحاويات الأمريكية.
