كشفت مؤسسات مختصة في شؤون الأسرى الفلسطينيين عن تفاصيل تشريح جثمان الشهيد الطفل وليد أحمد (17 عامًا)، الذي ارتقى داخل سجن “مجدو” الإسرائيلي، مؤكدة أن إدارة السجن ارتكبت جريمة مركبة بحقه، شملت التجويع الممنهج والإهمال الطبي المتعمد.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أن نتائج التشريح أظهرت أن التجويع الممنهج كان السبب الرئيسي لاستشهاده، حيث كشفت الفحوصات عن ضمور شديد في جسده، وبطن غائر، وغياب تام للعضلات والدهون تحت الجلد، إلى جانب التهابات خطيرة وانتفاخات هوائية في الأمعاء والصدر، ما أدى إلى انهيار حالته الصحية ووفاته.
وأوضح التقرير أن الشهيد كان يعاني من مرض الجرب والتهابات حادة، ورغم شكاواه المتكررة من عدم حصوله على الطعام الكافي، تجاهلت إدارة السجن معاناته حتى فقد وعيه في 22 مارس، وعندها فقط نُقل إلى عيادة السجن حيث فشلت محاولة إنعاشه وأعلن عن استشهاده.
وأدانت هيئة الأسرى هذه الجريمة البشعة، مؤكدة أن ما حدث مع الشهيد وليد هو جزء من سياسة الإبادة الممنهجة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال، وسط تصاعد جرائم التعذيب والتنكيل بحقهم، وخاصة الأطفال المعتقلين الذين يواجهون ظروفًا كارثية تهدد حياتهم يوميًا.