وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد 6 أبريل إلى العاصمة المصرية القاهرة، في زيارة رسمية تستغرق 48 ساعة، تضع ملف الحرب في غزة على رأس الأولويات، إلى جانب تعزيز التعاون الفرنسي المصري في مجالات التعليم، النقل، الصحة، والطاقة المتجددة.
واستهل ماكرون زيارته بجولة خاصة داخل المتحف المصري الكبير، الذي يُنتظر افتتاحه رسمياً في يوليو المقبل، حيث تجول بين أبرز القطع الأثرية، ومنها مجموعة توت عنخ آمون، والتمثال الضخم للملك رمسيس الثاني، في رسالة رمزية لعمق العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين.
ونشر الرئيس الفرنسي مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، يظهر طائرات الرافال المصرية ترافق طائرته الرئاسية، وكتب معلقًا: “وصلنا إلى مصر برفقة طائرات رافال المصرية، فخورون بهذا، لأنه رمز قوي لتعاوننا الاستراتيجي”.
ومن المقرر أن يلتقي ماكرون الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح الاثنين في قمة ثنائية، يعقبها قمة ثلاثية تجمعهما مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لبحث التطورات الخطيرة في قطاع غزة، وجهود وقف إطلاق النار، وإعادة إعمار القطاع.
ويُرافق ماكرون في زيارته عدد من الوزراء الفرنسيين البارزين، بينهم وزراء الخارجية، الدفاع، الاقتصاد، الصحة، البحث العلمي، والنقل، في إشارة إلى تنوع ملفات التعاون المطروحة.
وتشهد الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات النقل، التعليم الجامعي، الصحة، والطاقة النظيفة، إلى جانب مشاركة ماكرون والسيسي في منتدى الأعمال المصري-الفرنسي، كما يتفقد خط مترو الأنفاق الذي تديره شركة RATP الفرنسية، ويزور جامعة القاهرة.
وتتضمن الزيارة أيضًا جولة للرئيس الفرنسي غدًا في جامعة القاهرة، والتي منحت خلالها “إجازة رسمية”، تمهيدًا لاستقبال الوفد الرئاسي الفرنسي والفعاليات المرافقة، وسط استعدادات أمنية وإدارية مكثفة.
وتُعد الزيارة المرتقبة للجامعة جزءًا من برنامج التعاون الأكاديمي بين البلدين، حيث تسعى القاهرة وباريس إلى تعميق الشراكة في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، خاصة من خلال برامج التبادل الطلابي والمشروعات البحثية المشتركة.
كما يتوجه ماكرون في اليوم الثاني إلى مدينة العريش شمال سيناء، القريبة من معبر رفح الحدودي، حيث من المقرر أن يلتقي بعناصر منظمات إنسانية فرنسية ودولية، والهلال الأحمر المصري، في ضوء تعثر إدخال المساعدات إلى غزة منذ مارس الماضي بسبب القيود الإسرائيلية.
ووفق بيان رسمي صادر عن قصر الإليزيه، سيوجّه ماكرون من العريش رسالة تؤكد ضرورة استئناف الهدنة، الإفراج عن جميع الرهائن، وضمان حماية المدنيين، مع الدعوة لفتح المعابر وتسهيل دخول المساعدات.
وتأتي زيارة ماكرون في وقت بالغ الحساسية، وسط احتدام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ استئنافه في 18 مارس الماضي، ما أوقع آلاف الضحايا ودمّر البنية التحتية في القطاع.
