قال احمد امين الخبير في العلاقات الاسريه ان التعامل مع الشخصية النرجسية ليس مجرد تحدٍّ عابر، بل هو امتحان حقيقي للوعي، والقدرة على وضع الحدود، والحفاظ على الاستقرار النفسي.
وقال : فالنرجسي غالبًا لا يظهر على حقيقته في البداية؛ إذ يبدو واثقًا، ساحرًا، لبقًا في الحديث، ويجيد التلاعب بالمشاعر. لكنه في العمق، يسعى للسيطرة، ويبحث عن الإعجاب المستمر، ويضع نفسه في المركز دائمًا على حساب الآخرين.
فإذا اضطررت للتعامل مع شخص نرجسي – سواء في علاقة عاطفية، أو صداقة، أو حتى في بيئة العمل – فإليك المفاتيح الأساسية التي ستساعدك على الحفاظ على نفسك:
افهم طبيعته جيدًا
النرجسي لا يحبك كما أنت، بل يحب انعكاس نفسه فيك.
هو لا يبحث عن علاقة متوازنة، بل عن مصدر دائم لتغذية غروره.
لذا، لا تنتظر منه تقديرًا حقيقيًا أو تعاطفًا صادقًا، لأنه يرى نفسه الأهم، ويرى الآخرين مجرد أدوات.
لا تحاول تغييره
من أكبر الأخطاء التي يقع فيها البعض، هي محاولة تغيير الشخصية النرجسية بالحب، أو التضحية، أو الصبر.
الحقيقة المؤلمة هي: النرجسي لا يتغير إلا إذا أراد هو التغيير – وهذا نادر الحدوث.
فهو غالبًا لا يعترف بعيوبه أصلًا.
ضع حدودًا واضحة
أهم سلاح في التعامل مع النرجسي هو “الحدود”.
حدود في الكلام، في التوقعات، في العطاء.
لا تسمح له بتجاوزك أو التقليل من قيمتك أو التلاعب بك عاطفيًا.
وإذا بدأ في استخدام اللوم، أو التحقير، أو إشعارك بالذنب… قف بثبات وذكّره بأنك لست مسؤولا عن مشاكله الداخلية.
لا تبرر ولا تفسر كثيرًا
النرجسي يجيد استخدام كلماتك ضدك.
كلما فسّرت أو بررت أكثر، أعطيته مادة يستخدمها لاحقًا للتلاعب بك.
فاختر كلماتك بحذر، ولا تشعره بأنك في موقع ضعف أو دفاع مستمر.
لا تبحث عن العدالة في العلاقة
قد تبذل جهدًا كبيرًا في العلاقة، وتمنحه كل ما تستطيع، ومع ذلك لا تجد سوى الإنكار، أو الجفاء، أو الخيانة.
ذلك لأن النرجسي لا يرى العلاقة شراكة… بل يرى نفسه “مستحقًا” لكل شيء دون مقابل.
فلا تتوقع عدلًا من شخص لا يعترف إلا بنفسه.
إذا قررت الرحيل… ارحل تمامًا
الانسحاب من علاقة نرجسية يحتاج إلى حسم ووعي.
لا تغادر ثم تعود، ولا تبقَ على تواصل بدافع الفضول أو الأمل.
فالنرجسي سيتفنن في إعادتك مرة أخرى بنفس الأدوات: الندم الزائف، الوعود، كلمات الحب…
لكن النهاية غالبًا ما تكون كما بدأت: ألم واستنزاف.
