أكد السفير طارق علي فرج الأنصاري، سفير قطر لدى مصر، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قطر تُعد خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية والانتقال بها إلى مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية. تأتي هذه الزيارة في ظل التقدم الملحوظ في التعاون بين البلدين خلال السنوات الماضية، والذي انعكس في زيارات متبادلة على أعلى المستويات، أبرزها زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى مصر في يونيو 2022، وزيارات السيسي اللاحقة إلى الدوحة.
وأشار الأنصاري إلى أن الزيارة تأتي في وقت حرج تمر به المنطقة، حيث تسعى الدولتان لتعزيز التنسيق في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. وأوضح أن العلاقات بين البلدين تشهد نموًا متزايدًا في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسية، الاقتصادية، والثقافية، مما يعكس رغبة الجانبين في توطيد أواصر التعاون المشترك.
تعاون مشترك في القضايا الإقليمية والدولية
أشاد السفير القطري بالجهود المشتركة بين مصر وقطر لدعم القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن التنسيق بين القيادتين المصرية والقطرية يلعب دورًا محوريًا في جهود وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، تثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية. كما أشار إلى أهمية التشاور بين البلدين حول إعادة الإعمار في غزة وتهيئة الظروف لضمان استدامة التنمية في الأراضي الفلسطينية.
وأوضح الأنصاري أن الزيارة تمثل فرصة لتبادل الرؤى حول قضايا إقليمية أخرى، مؤكدًا أن الجانبين يعملان معًا لتجنيب المنطقة مزيدًا من التوترات، والدفع نحو تسوية سياسية للصراعات، بما يتماشى مع دعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
نمو اقتصادي وتوسع استثماري
على الصعيد الاقتصادي، نوّه الأنصاري إلى تطور العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، حيث شهد حجم التبادل التجاري زيادة بنسبة 38% في عام 2024 ليصل إلى 746 مليون ريال قطري. وأشار إلى الجهود المشتركة لتعزيز الاستثمارات، مستشهدًا بالزيارات الأخيرة لمسؤولي البلدين التي ركزت على دعم قطاعات النقل، الصناعة، والاستثمار.
كما لفت إلى أهمية تعزيز التعاون في القطاعات الواعدة، مثل الطاقة والبنية التحتية، والاستفادة من التجارب والخبرات المتبادلة لتحقيق المصالح المشتركة.
شراكة ثقافية وتواصل مجتمعي
أكد الأنصاري أن التعاون الثقافي بين مصر وقطر يشهد تطورًا مستمرًا، مشيرًا إلى فعاليات مثل الأسبوع الثقافي المصري في الدوحة، وتسمية قطر كضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2027. كما أعلن عن الجهود الجارية لتنظيم أسبوع ثقافي قطري في القاهرة، مما يعزز التبادل الثقافي بين الشعبين.
وأشار إلى أن الجالية المصرية في قطر، التي تُعد من أكبر الجاليات المقيمة، تلعب دورًا مهمًا في دعم الاقتصاد القطري والمشاركة في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، مما يعكس الترابط الثقافي والاجتماعي بين البلدين.
اختتم الأنصاري بالإشارة إلى المبادرات المجتمعية التي تدعمها السفارة القطرية بالقاهرة، والتي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في مصر. وأوضح أن هذه الجهود تركز على قطاعات الصحة، التعليم، والتمكين الاقتصادي، مما يساهم في تحقيق الاستقرار والتنمية الاجتماعية بالتنسيق مع الحكومة المصرية.
وأكد أن الزيارة تعكس عمق العلاقات الثنائية والإرادة السياسية لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.