أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في حفل تخرج الدورة التدريبية الثانية لوزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية، على أهمية الإيمان بالله وضرورة التفاعل مع تطورات العصر، مشددًا على أن العمل يجب أن يرافق الموعظة لتحقيق التأثير المطلوب في المجتمع.
وقال الرئيس: “يفوتك الكثير إذا لم تنل رضا الله، وإذا لم تتشرف بالإيمان به وذكره”، مشيرًا إلى دور الأئمة في استكمال مسيرة بناء الإنسان، ليس فقط على المستوى الديني، ولكن على مستوى الفكر والعمل.
وأضاف الرئيس السيسي: “لدينا عدد كبير من المساجد، لكنها تُستخدم في أوقات محدودة للصلاة فقط. لماذا لا نستغل المساجد لتكون مدارس تعليمية بجانب دورها العبادي؟”، مؤكدًا أهمية التفكير في حلول لتوظيف الموارد المتاحة لخدمة المجتمع.
وأشار الرئيس إلى تطورات العصر وتغير طبيعة الخطاب الديني، حيث قال: “الخطاب الذي يناسب الماضي قد لا يكون كافيًا الآن. نحن بحاجة إلى لغة جديدة للتعامل مع تطورات العصر ومخاطبة الأجيال الشابة”. كما حذر من خطر تجاهل اللغة العربية، مؤكدًا أنها لغة القرآن الكريم، ودعا إلى الحفاظ عليها جنبًا إلى جنب مع تعلم اللغات الأجنبية.
وفي حديثه عن دور العمل بجانب الموعظة، قال الرئيس: “الكلام وحده لا يكفي. ما لم يرافقه عمل حقيقي، فإن تأثيره سيكون محدودًا. نحن بحاجة إلى أفعال تعكس الموعظة وتجعلها جزءًا من الحياة اليومية”.
كما أشار الرئيس إلى الإمام جلال الدين السيوطي كنموذج يحتذى به، مشيدًا بإنجازاته الاستثنائية في تأليف 1164 كتابًا في عمر لم يتجاوز 62 عامًا. وقال: “إن إخلاص السيوطي وأمانته جعلت أعماله تستمر معنا لأكثر من 500 عام، وهذا ما يجب أن نسعى إليه في عصرنا الحديث”.
اختتم الرئيس كلمته بتقديم التعازي في وفاة بابا الفاتيكان، مشيدًا بإسهاماته في خدمة الإنسانية، متمنيًا لمصر وشعبها التوفيق والتكاتف لبناء مستقبل أفضل.
