اتهم رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الهند بانتهاج “سلوك استفزازي” والسعي إلى جر المنطقة إلى مزيد من التوتر، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في أعقاب الهجوم الدامي في إقليم كشمير المتنازع عليه.
ووفق بيان رسمي صادر عن الحكومة الباكستانية، عبّر شريف عن “رفضه القاطع” لما وصفه بـ”النهج العدائي من جانب نيودلهي”، محذرًا من “عواقب وخيمة قد تهدد الأمن الإقليمي برمّته إذا استمرت الهند في سياساتها التصعيدية”.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير روبيو تواصل مع نظيريه في إسلام أباد ونيودلهي، مشددًا على “أهمية التحلي بضبط النفس وتجنب أي خطوات أحادية قد تفضي إلى إشعال مواجهة مفتوحة”، مؤكدًا التزام واشنطن بدعم الاستقرار في جنوب آسيا.
ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من الهجوم المروّع الذي وقع في منطقة باهالجام في الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير، والذي أسفر عن سقوط عدد كبير من المدنيين، في أحد أعنف الحوادث بالإقليم خلال ربع قرن، ما دفع نيودلهي إلى توجيه أصابع الاتهام نحو باكستان.
مصدر حكومي هندي أكد لوكالة الصحافة الفرنسية أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي منح الجيش “الحرية الكاملة للرد”، في إشارة واضحة إلى احتمال تنفيذ عمليات عسكرية وشيكة، بينما سارعت إسلام أباد إلى نفي أي علاقة لها بالهجوم، معتبرة الاتهامات “لا أساس لها وتهدف لتبرير عدوان محتمل”.
وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار صرّح في بيان فجر الأربعاء أن بلاده “تمتلك معلومات استخباراتية مؤكدة” بشأن نية الهند شن ضربة عسكرية خلال الساعات المقبلة، محذرًا من أن “أي عمل عدواني سيُقابل برد حاسم وفوري”.
في الوقت نفسه، حاول وزير الخارجية الباكستاني إسحق دار تهدئة الأجواء، مؤكدًا أن بلاده لن تكون البادئة بالتصعيد، لكنه شدد على حقها الكامل في الدفاع عن النفس حال تعرضها لأي عدوان.
المشهد في جنوب آسيا يبدو أكثر ضبابية من أي وقت مضى، وسط تحذيرات دولية من انزلاق الوضع إلى مواجهة مسلحة بين قوتين نوويتين في واحدة من أكثر المناطق توترًا في العالم.