اكد احمد امين الخبير في العلاقات الاسريه انه في عالم العلاقات الإنسانية، لا يكون الفقد دائمًا ناتجًا عن الموت أو الغياب الجسدي، بل قد يكون الفقد قرارًا نابعًا من إرادةٍ موجوعة، وهو ما يُعرف بـ”البتر العاطفي”.
واضاف إنه القرار الواعي بإنهاء علاقة تستنزف الروح وتستبيح الكرامة وتُطفئ الحياة في العين، رغم ما تحمله من مشاعر حب وحنين وذكريات.
ما هو البتر العاطفي؟
ويقول ان البتر العاطفي هو قطع العلاقة مع شخص كان يومًا قريبًا إلى القلب، ليس بسبب انعدام المشاعر، بل بسبب كثرة الأذى، وتكرار الخذلان، وتآكل النفس من كثرة التنازلات والصبر على ما لا يُحتمل. هو قرار يشبه بتر أحد أطراف الجسد لإنقاذ باقي الجسد من سمٍّ ينتشر ببطء.
لماذا يكون البتر ضروريًا أحيانًا؟
واضاف : لأن هناك علاقات تُشبه المرض المزمن، الذي لا يُرجى منه شفاء، ويُستهلك فيه المريض من الداخل دون أن يلحظ. هناك أشخاص وجودهم في حياتك لا يمنحك الاستقرار، بل يجعلك دائم التوتر، دائم القلق، تسير على جمرٍ من التوقعات والخوف من ردود الفعل. البتر هنا ليس قسوة، بل هو إنقاذ للذات، وترميم لما تبقّى من كرامة مهدورة.
علامات العلاقة التي تستحق البتر:
• تكرار الإهانة أو التقليل من شأنك.
• شعور دائم بعدم الأمان أو بأنك غير كافٍ.
• التلاعب العاطفي، كاستخدام مشاعرك ضدك.
• شعور داخلي مستمر بالاختناق والضغط النفسي.
• غياب التوازن بين الأخذ والعطاء.
هل البتر العاطفي أنانية؟
ويجيب امي بفوله: كلا، بل هو شكل من أشكال حب الذات الصحي. الأنانية أن تستمر في علاقة تُهينك لأنك لا تريد أن تواجه ألم الفقد. القوة هي أن تقول “كفى” حين يستنزفك الاستمرار أكثر مما يؤلمك الرحيل.
كيف تتعافى بعد البتر؟
• اسمح لنفسك بالحزن، لا تتجاهله.
• اقطع كل الطرق التي تُعيدك إلى الذكريات.
• املأ وقتك بما يغذّي روحك من هوايات وأصدقاء حقيقيين.
• لا تُعيب في الشخص الآخر، ولا تُمجّده… فقط تقبّل أنه لم يكن مناسبًا.
• والأهم: سامح نفسك لأنك تأخرت، وسامح نفسك لأنك تعلّقت، وسامح نفسك لأنك أحببت بصدق.
ولذلك البتر العاطفي ليس علامة على القسوة، بل على النضج. هو رسالة تقول: “أحببتك، لكني أحب نفسي أيضًا… ولن أسمح بأن أذبل باسم الحب.”
اختر من يُشعرك بالحياة، ولا تُبقِ على من يسحبك إلى الحافة باسم الذكريات
