افتتح الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، نيابة عن رئيس مجلس الوزراء، المؤتمر الدولي الرابع لأمن المعلومات والأمن السيبراني “CAISEC’25″، الذي يُعقد على مدار يومين تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة عربية ودولية واسعة من قادة القطاع السيبراني.
وفي كلمته الافتتاحية، شدد الدكتور طلعت على أن الأمن السيبراني لم يعد مجرد شأن تقني، بل أصبح قضية سيادية وأمنية ومجتمعية وتنموية تمثل حجر الأساس لأي نهضة رقمية حقيقية، مؤكدًا أن الوعي المجتمعي هو نقطة الانطلاق الأولى نحو تحصين المجتمعات ضد الهجمات الرقمية المتزايدة.
وأضاف أن التوسع في الأتمتة والمنظومات الرقمية يجعل من الأمن السيبراني أولوية قصوى، لافتًا إلى أن البيانات هي “وقود الذكاء الاصطناعي” ويجب تأمينها في ظل المخاطر المتنامية، خاصة مع بروز تقنيات الحوسبة الكمية القادرة على تجاوز الأنظمة التقليدية للتشفير.
🔵 استراتيجية وطنية شاملة للأمن السيبراني
وأوضح الوزير أن المجلس الأعلى للأمن السيبراني أطلق استراتيجية تمتد لخمسة أعوام لمواجهة التهديدات الرقمية، ترتكز على:
الثقافة المجتمعية: تعزيز وعي المواطنين بأن حماية البيانات ليست مسؤولية الجهات المتخصصة فقط.
الإطار التشريعي والحَوْكمي: بناء منظومة قوانين تحمي الخصوصية وتعزز الرقابة.
الدفاعات السيبرانية: إنشاء مراكز رصد واستجابة لحوادث الاختراق وتحديث البنية التحتية.
الاستثمار في الإنسان: دعم البحث العلمي ومراكز التميز وتشجيع الابتكار في مجال التشفير والتأمين.
التعاون الدولي والإقليمي: العمل المشترك مع الدول العربية والمنظمات العالمية لمجابهة التحديات السيبرانية.
وأكد الدكتور طلعت أن “الهجمات السيبرانية ليست هجمات على أدوات، بل هي صراع تحركه العقول”، محذرًا من فجوة المهارات العالمية في هذا المجال، حيث تشير التقارير الدولية إلى نقص يتجاوز 3.5 مليون متخصص على مستوى العالم.
كما استعرض جهود وزارة الاتصالات في بناء الكوادر، من طلاب المدارس والجامعات حتى الموظفين والعاملين في القطاعات الحساسة، عبر برامج تأهيل شاملة بمجال الأمن السيبراني.
تكريم الفائزين بالجائزة العربية للبحث السيبراني
وخلال فعاليات الافتتاح، قام الدكتور عمرو طلعت بتسليم الجوائز للفائزين بـالجائزة العربية لأفضل بحث أكاديمي في مجالي الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.
يُذكر أن مؤتمر CAISEC’25 يُعقد هذا العام تحت شعار: “تأمين المستقبل وتقنيات الربط”، بمشاركة أكثر من 180 متحدثًا و5000 من صناع القرار والخبراء، بهدف صياغة مستقبل الحماية الرقمية وتعزيز المرونة التكنولوجية في مواجهة تحديات الغد.
