شهدت الساحة السياسية الأمريكية تصعيدًا جديدًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير التقني إيلون ماسك، بعدما وجّه الأخير انتقادات لاذعة إلى مشروع قانون الإنفاق الذي يدعمه ترامب، داعيًا الشعب الأمريكي إلى رفض ما وصفه بـ”الصفقة الكارثية”.
وقال ماسك في منشور حاد على منصة “إكس” (تويتر سابقًا):
“تحدثوا مع ممثليكم.. إفلاس أمريكا غير مقبول.. اقتلوا مشروع القانون”، مؤكدًا أن تمرير مشروع الإنفاق بهذا الشكل يعني “إسرافًا غير مسبوق” يُثقل كاهل الاقتصاد الأمريكي لعقود.
جاءت تصريحات ماسك بعد يوم من وصفه الحزمة المالية المدعومة من ترامب بأنها “عمل مقزز”، مشيرًا إلى أن تمريرها في وقت متأخر من الليل وبدون مراجعة برلمانية كافية يعكس “سوء إدارة متعمد”.
ورد الرئيس ترامب في تصريحات إعلامية، قائلاً إن ماسك “غاضب بسبب إلغاء التفويض الخاص بالسيارات الكهربائية”، مضيفًا: “لا أعلم إن كنت سأظل على علاقة جيدة معه”. وواصل: “مشروع الإنفاق لم يُعرض عليه شخصيًا، وأُقرّ ليلًا بسرعة كبيرة”.
لكن ماسك رد على تصريحات ترامب، واصفًا إياها بأنها “ادعاء خاطئ”، مؤكدًا أنه لم يكن له أي اطلاع أو دور في صياغة مشروع القانون، ولم تُعرض عليه نسخة رسمية منه.
في المقابل، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إن مشروع القانون يمثل “ركيزة أساسية في الأجندة الاقتصادية الجريئة” التي تتبناها إدارة ترامب، مؤكدًا أنه سيسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام بنسبة 3% سنويًا دون رفع الضرائب، من خلال تعزيز الإنتاجية وزيادة الأجور.
غير أن مكتب الميزانية في الكونغرس (CBO) قدم تقديرًا مخالفًا، محذرًا من أن المشروع سيضيف 2.4 تريليون دولار إلى عجز الميزانية خلال العقد المقبل.
وفي ضوء هذه التباينات، تعكس المواجهة العلنية بين ماسك وترامب تصدعًا غير مسبوق في علاقة أحد أبرز رجال الأعمال الأمريكيين مع البيت الأبيض، وتفتح الباب أمام تحولات سياسية مؤثرة قبيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 2024.