في تطور دراماتيكي ينذر بتصعيد خطير، أفادت قناة “القاهرة الإخبارية” نقلاً عن وكالة “رويترز”، أن البرلمان الإيراني وافق على مشروع قرار بإغلاق مضيق هرمز، في خطوة تعكس مدى التوتر المتصاعد في منطقة الخليج، وسط اشتداد المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل.
ورغم أن القرار لم يُفعّل رسميًا حتى الآن، إلا أن مجرد الموافقة البرلمانية عليه أعاد شبح “خيار هرمز” إلى واجهة الأحداث، وأثار قلقًا عالميًا متزايدًا من تداعياته الاقتصادية والأمنية.
مضيق استراتيجي يتحكم باقتصاد العالم
مضيق هرمز يُعد أحد أهم الممرات المائية في العالم، إذ يمر عبره نحو 20% من النفط العالمي المنقول بحرًا، مما يجعله شريانًا حيويًا لدول الخليج، خاصة السعودية، العراق، الإمارات، وقطر، وأي تعطيل فيه يعني تهديدًا مباشرًا لإمدادات الطاقة العالمية، وانفجارًا في أسعار النفط والغاز.
أسواق الطاقة على حافة الانفجار
في حال نفذت إيران تهديدها وأغلقت المضيق، تشير التقديرات إلى أن أسعار النفط قد تقفز فورًا إلى ما فوق 120 دولارًا للبرميل، وربما تصل إلى 150 دولارًا أو أكثر في حال استمر الإغلاق، كما ستشهد أسعار الغاز الطبيعي المسال ارتفاعًا غير مسبوق، خصوصًا في أوروبا وآسيا، في وقت لا تزال فيه الأسواق تعاني من تبعات أزمات سابقة.
سلاسل التوريد في مهب الريح
إغلاق المضيق سيجبر ناقلات النفط والبضائع على سلوك طرق أطول وأكثر تكلفة، ما يرفع أسعار الشحن والتأمين ويؤدي إلى تأخيرات كبيرة في تسليم المواد الخام والسلع الحيوية، مثل المعادن والأسمدة والمنتجات البتروكيميائية. هذه الاضطرابات قد تؤدي إلى موجة جديدة من التضخم وارتفاع أسعار المستهلك عالميًا.
العالم أمام اختبار اقتصادي جديد
الاقتصاد العالمي الذي لم يتعافَ بعد من تداعيات جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، قد يواجه أزمة طاقة جديدة تُربك السياسات النقدية، وتضغط على البنوك المركزية، وتدفع رؤوس الأموال نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب والدولار، كما قد تتباطأ معدلات النمو، خاصة في الدول المستوردة للطاقة.
ردود فعل مرتقبة وتوازنات دولية على المحك
في حال أقدمت إيران فعليًا على إغلاق المضيق، ستواجه بردود فعل دولية سريعة، دبلوماسية وربما عسكرية، من قوى كبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، في محاولة لضمان حرية الملاحة، كما قد تسعى أوبك بلس إلى تهدئة الأسواق عبر زيادة إنتاج النفط، وإن كانت البدائل محدودة وقد لا تسد الفجوة في الوقت المناسب.