تشكل عودة الفنان الكبير علي الحجار لغناء التترات والفواصل الغنائية للأعمال الدرامية، من خلال مسلسل “جزيرة غمام” المقرر عرضه في رمضان المقبل، حدثا فنيا لما له من رصيد كبير في هذا المجال يمتد لأكثر من 40 عاما، ويضعه على قمة هذا اللون الغنائي.
وتشكل مهمة رصد تترات علي الحجار خلال هذه المدة تحديا مشوقا ومبهرا، فالعدد الكبير من المسلسلات التي غنى لها تترات البداية والنهاية، فضلا عن عشرات الأغاني داخل بعض تلك المسلسلات، جدير بأن يُصك له تصنيف مستقل يسمى المسلسلات الغنائية.
حاولنا خوض هذا التحدي بدافع من حب صوت علي الحجار، ورغبة في محاولة توثيق تاريخه الطويل مع التترات، وذلك بالرغم من صعوبة الوصول إلى بعض المعلومات خاصة ما يتعلق بالمسلسلات الإذاعية التي شارك فيها الحجار بغناء التترات والفواصل.
وتعود أهمية مسيرة على الحجار مع تترات المسلسلات والفواصل الغنائية إلى كونها جزءا من موجة غنائية جديدة أسسها الشاعر الكبير الراحل سيد حجاب، والموسيقار الكبير الراحل عمار الشريعي بعد لقائهما عام 1978، كما روى سيد حجاب في فيلم وثائقي عن تلك المرحلة، لتكون بداية الموجة الجديدة تترات وأغاني مسلسلي “الأيام”، عن قصة حياة عميد الأدب العربي طه حسين، غناء علي الحجار، ومسلسل “أبنائي الأعزاء شكرا” أو “بابا عبده” كما اشتهر بين الناس.
ويشرح سيد حجاب أن التترات قبل بداية تلك الموجة كانت عملا زخرفيا لا يندمج فيه الغناء مع الدراما التليفزيونية، ويضيف علي الحجار أن “الأيام” لفت نظر الجمهور العادي والعاملين بالفن في مصر والدول العربية إلى أهمية قيام مطرب بغناء تترات المسلسلات.