أكد نقيب الصحفيين ضياء رشوان، أن الصحفية الفلسطينية الراحلة شيرين أبو عاقلة انتزعت بأداء مهني رفيع وحاسم اعترافا من العالم بحق الشعب الفلسطيني في أن يكون له وطن ودولة.
وأضاف خلال حفل تأبين نقابة الصحفيين المصريين للزميلة الصحفية الراحلة أن الزميلة فجّرت انتفاضة حقيقية في العالم وفي الوطن العربي.
وتابع: “اليوم لا نؤبن شيرين أبو عاقلة، ولكن نحتفل بها، ونشهد اليوم اغتيال الكيان الصهيوني لنحو 80 صحفيًا، منهم نحو 50 منذ عام 2000 فقط”.
ولفت نقيب الصحفيين إلى أن الزميلة الراحلة قضت نحو ربع قرن في العمل الصحفي، انتقلت فيه بين السياسة والإعلام والعلاقات الدولية، ومؤخرًا للعالم كله.
ونظمت نقابة الصحفيين، حفل تأبين للصحفية الراحلة شيرين أبو عاقلة، التي اغتالها الكيان الصهيوني، بحضور دياب اللوح السفير الفلسطيني وسط حضور لكبير لكُتاب صحفيين، وأعضاء حاليين وسابقين لمجلس النقابة.
ورفع الصحفيون الشموع كرسالة للعالم، تنديدًا باغتيال الزميلة الراحلة، ووقفوا دقيقة حدادًا على روحها.
وكان أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، قد نظموا وقفة احتجاجية داخل النقابة؛ تنديدًا باغتيال الكيان الصهيوني للصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
وردد الزملاء هتافات: “يافلسطيني يافلسطيني صبرك صبرك في رام الله راح نحفر قبرك”، و”من القاهرة لجنين ألف تحية ياشيرين”، و”بنرددها جيل ورا جيل بنعاديكي يا إسرائيل”.
وحرص الصحفيون على إشعال الشموع ووضعها أمام صورة الصحفية الراحلة، وكتابة عبارات من التأبين والمواساة.
يذكر أن الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين تؤكد في كل اجتماع على رفض التطبيع، ومحاسبة أي عضو للنقابة يمارس أي شكل من أشكاله.
كما شارك وفد من نقابة المحامين برئاسة مجدي سخي، القائم بأعمال نقيب المحامين، وبحضور اعضاء المجلس حسين الجمال الأمين العام، وعمر هريدي، وكيل النقابة، و أسامة سليمان، و فاطمة الزهراء غنيم عضوي المجلس، في لقاء تأبين الصحفية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبوعاقلة.
بدأ مجدي سخي، كلمته بالترحيب بنقيب الصحفيين ضياء رشوان و أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، وجميع الحضور الكريم، مقدمًا لهم خالص التحية والتقدير بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن مجلس نقابة المحامين وجميع المحامين في ربوع مصر.
وعبر عن سعادته وتقديره لمشاركة نقابة الصحفيين صاحبة الدور القومي الرائع في تأبين الصحفية الشهيدة شيرين نصري أنطوان أبوعاقلة.
وقال «سخي»، إن شيرين أبوعاقلة، ولدت في يناير 1971 بالقدس وعملت مراسلة إخبارية لشبكة الجزيرة الإعلامية بين عامي 1997 حتى عام 2022، مشيرًا إلى أنها كانت من أبرز الصحفيين في العالم العربي، فهي مراسلة مخضرمة؛ حيث وصفت بعد وفاتها بأنها أبرز الشخصيات في وسائل الإعلام العربية.
وأوضح أن حياتها المهنية تضمنت تغطية الأحداث الفلسطينية الكبرى بما في ذلك الانتفاضة الثانية، إلى تحليل السياسة الإسرائيلية، مؤكدًا أن تقاريرها الحية على التلفزيون والإشارات المميزة معروفة جيدًا، وقد ألهمت العديد من الفلسطينيين والعرب الآخرين لمتابعة حياتها المهنية في الصحافة.
وأضاف القائم بأعمال نقيب المحامين، أن جذور «أبوعاقلة» تعود إلى مدينة بيت لحم، حيث تخرجت من مدرسة راهبات الوردية في بيت حيفا بالقدس، ودرست الهندسة المعمارية في جامعة العلوم بالأردن، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة والإعلام، فرع العلوم السياسية، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك بالأردن.
وتابع: «عادت بعد التخرج إلى فلسطين، وعملت في وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح وإذاعة صوت فلسطين، ثم انتقلت للعمل بقناة الجزيرة عام 1997 وقامت بتغطية أحداث الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كافة، حتى استشهدت برصاص جيش الإحتلال الإسرائيلي».
واشار إلى أن الشهيدة غطت أحداث الأنتفاضة عام 2000، والاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين وطولكرم عام 2002، والغارات والعمليات العسكرية المختلفة، وكانت أول صحفية عربية يسمح لها بالدخول إلى مسجد عسقلان؛ حيث أجرت مقابلات مع الأسرى الفلسطنيين، الذين صدرت ضدهم أحكام طويلة بالسجن.
وذكر الأستاذ مجدي سخي، أن شيرين أبوعاقلة نموذج للمرأة العربية والفلسطينية المناضلة التي دافعت عن القضية الفلسطنية حتى آخر يوم في حياتها، نموذج للمرأة الصلبة صاحبة المواقف الرائعة.
واختتم كلمته: «هل للوداع مكان أم أن سفينة بلا شراع ، الفراق لسانه الوداع، وصديقه الصمت، ونظره يجوب السماء؟!، شيرين أبوعاقلة شخصية يجب أن تدرس للأجيال القادمة ـ شخصية لن يجود بها الزمان، لكن لا يسعنا إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون».
وأهدى مجدي سخي، درع نقابة المحامين يحمل إسم الصفحية الشهيدة شيرين أبوعاقلة، إلى نقابة الصحفيين وسفير دولة فلسطين بالقاهرة.