تصاعدت المخاوف من الركود خلال هذا الأسبوع، على خلفية شهادة باول أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث أكد أن الركود وارد الحدوث، وأن تحقيق الهبوط السلس أمر “حافل بالتحديات”.
وانتعش الطلب على سندات الخزانة على خلفية تزايد حالة عدم اليقين المحيطة بالاقتصاد، ومع تسعير المستثمرين لمسار أقل حدة لرفع أسعار الفائدة. وعلى صعيد العملات، تراجع الدولار بعد تحقيقه لمكاسب دامت ثلاثة أسابيع، ليفسح بذلك المجال أمام ارتفاع اليورو والجنيه الإسترليني.
وفيما يتعلق بالأصول المحفوفة بالمخاطر، حققت الأسهم الأمريكية مكاسب على خلفية زيادة التوقعات بعدم قيام الاحتياطي الفيدرالي بتشديد السياسة النقدية بوتيرة قوية.
واتبعت الأسهم على مستوى العالم خطى نظيراتها في الولايات المتحدة، حيث استفادت من الارتفاع واسع النطاق.
سوق السندات:
حققت سندات الخزانة الأمريكية مكاسب، لتنهي بذلك سلسلة من الخسائر التي دامت ثلاثة أسابيع وسط تصاعد حالة من القلق حيال احتمالات الركود. وتصاعدت المخاوف من الركود خاصة عقب تصريحات باول يوم الأربعاء، حيث أكد أن الركود أمر “وارد الحدوث”، وأن تحقيق سيناريو الهبوط السلس أمر “حافل بالتحديات”.
علاوة على ذلك، مع نهاية الأسبوع، أدت البيانات الاقتصادية إلى تفاقم مخاوف المستثمرين أكثر، حيث أشارت إلى تباطؤ أنشطة التصنيع والخدمات في يونيو.
ومن الجدير بالذكر أن المكاسب كانت ملحوظة بشكل أكبر على مستوى سندات الخزانة قصيرة الأجل، حيث أصبح المستثمرون أكثر تشككًا بشأن قدرة الاحتياطي الفيدرالي على تشديد السياسة النقدية بوتيرة أكثر قوة دون المخاطرة بحدوث ركود.
وفي الوقت نفسه، في يوم الجمعة، قلصت سندات الخزانة بعضًا من المكاسب التي حققتها في وقت سابق وسط تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، بولارد، والذي أكد فيها أن المخاوف من حدوث ركود مبالغ فيها.
العملات:
تراجع مؤشر الدولار (-0.49%) خلال هذا الأسبوع على خلفية المخاوف من حدوث ركود، خاصة بعدما وصف رئيس الاحتياطي الفيدرالي، باول، سيناريو الهبوط السلس بأنه أمر “حافل بالتحديات”، وذلك خلال شهادته التي أدلى بها يوم الأربعاء.
وحقق اليورو مكاسب بنسبة 0.51% مقابل الدولار القوي، حيث تعهد البنك المركزي الأوروبي بمنع “التشتيت” المالي بين أكثر البلدان المثقلة بالديون في منطقة اليورو، مثل إيطاليا، وألمانيا التي تعتبر ملاذًا آمنًا، وذلك بعد اتساع فارق العوائدبشكل مفاجئ.
وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.22%، حيث صرح كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، بيل، أن البنك المركزي سيتخذ إجراءات “أكثر قوة” إذا لزم الأمر.
وانخفض الين الياباني بنسبة 0.16% ليستقر بالقرب من أضعف مستوى له مقابل الدولار منذ عام 1998 على خلفية اتساع الفارق بين السياسات النقدية لكل من الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان.
الذهب
تراجعت أسعار الذهب للأسبوع الثاني على التواليبنسبة (-0.68%) لتستقر عند 1,826.88 دولاراً للأونصة، على الرغم من تراجع كل من الدولار وعوائد سندات الخزانة خلال هذا الأسبوع.
تعرضت أسعار الذهب لضغوط في مطلع الأسبوع قبل شهادة باول حول جهود الفيدرالي لمكافحة التضخم، ثم هبطت الأسعار بشكل كبير خلال تداولات نهاية الأسبوع، حيث أبلغ الرئيس باول مجلس الكونجرس أن تركيز البنك المركزي على كبح التضخم كان “غير مشروط”، الأمر الذي ضغط بدوره على المعدن الأصفر.
عملات الأسواق الناشئة
على صعيد عملات الأسواق الناشئة، واصل مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM(-0.10%) سلسلة خسائره على مدار الأسبوعين الماضيين، حيث أغلق على انخفاض طفيف مع تصاعدالمخاوف بشأن حدوث ركود اقتصادي بعد بيان باول الصادر في يوم الأربعاء، والذي بدوره دفع المؤشر إلى الانخفاض.
لم يطرأ تغير يذكر على المؤشر خلال تداولات الأسبوع، إلا انه انخفض بشكل حاد خلال تداولات يوم الأربعاء حيث صرح باول بأن الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكيةهو أمر “محتمل” وأن الهبوط السلس سيكون “صعبًا للغاية”.
انتعشت معنويات المخاطر ةبشكل طفيف خلال تداولات يوم الجمعة، مما دفع المؤشر إلى تحقيق مكاسب هامشية، حيث صرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بولارد بأن تزايد المخاوف بشأن حدوث ركود اقتصادي هو أمرمبالغ فيه.
وقادت عملات أمريكا اللاتينية خسائر المؤشر،لتنهي الأسبوع مستقرة في المنطقة السلبية مع انخفاض أسعار السلع الأساسية واستمرار تزايد حالة عدم الاستقرار السياسي بالمنطقة.
تباين أداء عملات الأسواق الناشئة التي يتتبعها مؤشر بلومبيرج ، حيث ارتفعت 12 عملة من أصل 23 عملة بينما خسرت الـ 11 عملة المتبقية
كان البيزو الكولومبي (-5.71%) العملة الأسوأ أداء، حيث أثار فوز اليساري غوستافو بترو بالرئاسة ذعر المستثمرين.
وتعهد بيترو، هو مقاتل سابق بحروب العصابات في كولومبيا بالتوقف عن منح عقود جديدة للتنقيب عن النفط، وإجراء إصلاح شامل لنظام التقاعد في البلاد، وزيادة الضرائب على الأغنياء، مما دفع المستثمرين إلى التخوف منالتغييراتالتي سيحدثها الرئيس الجديد لنموذج البلاد المتوافق للأعمال.
وعلاوة على ذلك، تعرضت العملة لمزيد من الضغط على خلفية انخفاض أسعار النفط العالمية، وهي أكبر صادرات البلاد.
وبالمثل، كان البيزو التشيلي (-4.69%) ثاني أسوأ العملات أداء، حيث وصل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق خلال تداولات يوم الجمعة إذ واصل النحاس تراجعه، وهو من الصادرات الرئيسية للبلاد.
من ناحية أخرى، تفوق الروبل الروسي (+5.61%) على نظرائه ليصل بذلك إلى أعلى مستوى له في 7 سنوات خلال تداولات يوم الاثنين، إذ يعيد تأكيد مكانته كأفضل العملات أداء منذ بداية العام.
ويرجع ارتفاع الروبل بشكل رئيسي إلى أن المصدرين يستعدون لفترة ضريبية رئيسية في نهاية الشهر من خلال بيع العملات الأجنبية مقابل شراء الروبل.
وعلاوة على ذلك، فإن العملة مدعومة برصيد حساب جاري قوي وقدرة البلاد على إعادة توجيه التدفقات التجارية على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة.
أغلقت الليرة التركية (+2.39%) على ارتفاع للمرة الأولى في 9 أسابيع، حيث ارتفعت العملة خلال تداولات يوم الجمعة بعد أن فرض المنظمون المصرفيون قيودًا للشركات على قروض الليرة، إذا تجاوزت حيازاتها من العملات الأجنبية حدود معينة.
أسواق الأسهم:
أنهت الأسهم الأمريكية أسبوع العطلة على مكاسب كبيرة قضت على خسائر الأسبوع الماضي وأوقفت سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أسابيع.افتتحت المؤشرات الرئيسية تداولات الأسبوع على ارتفاع وسط تفاؤل بأن الأسهم قد وصلت بالفعل إلى مستوى القاع.
وتحسنت المعنويات بشكل طفيف وسط التوقعات بأن مسار تشديد السياسة النقدية سيكون أقل حدة نظرًا لارتفاع مخاطر التباطؤ الاقتصادي.
ومن الجدير بالذكر أنه في نهاية الأسبوع، سجلت المؤشرات مكاسب قوية بعد أن جاء مقياس جامعة ميشيغان لتوقعات التضخم أقل من التوقعات وكما صرح بولارد أن مخاوف الركود “مبالغ فيها”.
ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورزS&P 500 بنسبة 6.45%، مسجلاً ثاني أفضل أداء أسبوعي له على مدار العام بقيادة مكاسب واسعة في جميع القطاعات باستثناء قطاع الطاقة، الذي خسر 1.55%. كانت أسهم شركات التكنولوجيا التي تتأثر بأسعار الفائدة من بين أكبر الأسهم الرابحة، لتدفع بمؤشر ناسداك المركب Nasdaq Composite إلى الارتفاع بنسبة 7.5%ليقلص خسائره منذ بداية العام وحتى تاريخه إلى 25.81%بدلاً من 31% في الأسبوع السابق.
ارتفع مؤشر داو جونز 5.393%. وفي الوقت نفسه، انخفض معدل التقلباتمع انخفاض مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق بمقدار 3.9 نقطة أساس إلى 27.23 نقطة، ولا يزال المؤشر أعلى من متوسطه منذ بداية العام وحتى تاريخه البالغ 26.34 نقطة.
ارتفعت الأسهم الأوروبية أيضًا مع ارتفاع مؤشر STOXX 600 بنسبة 2.4 % بعد خسارته في الأسابيع الثلاثة الماضية. وكان قطاع المنتجات والخدمات الاستهلاكية (+ 6.18%) وقطاع التكنولوجيا (5.36%) أكبر الرابحين. كما ارتفعت المؤشرات الرئيسية الأخرى في أوروبا بما في ذلك مؤشر CAC 40 الفرنسي(+ 3.24%) ومؤشر FTSE 250 البريطاني(+ 1.05%).
مع ذلك، فشل مؤشر DAX الألماني(-0.062%) في إنهاء الأسبوع على ارتفاع حيث قامت الحكومة بتصعيد مستوى مخاطر الغاز في البلاد إلى مرحلة “الإنذار” وسط مخاوف من نقص الغاز.
أما بالنسبة لأسهم الأسواق الناشئة، فقد أغلق مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة MSCI EMالأسبوع مرتفعاً بنسبة 0.65% ليصل إلى 1011.18 نقطة، أي أعلى بقليل من مستوى الـ 1000 نقطة، حيث تراجعت المخاوف من الركود بشكل طفيف بنهاية الأسبوع.
خسر المؤشر يومي الاثنين والأربعاء فقط حيث كانت الخسائر في الأول بسبب استيعاب الأسواق لآثار رفع الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس والخسائر في الأخير كانت بسبب تعليقات باول المتشائمة بشأن احتمالية حدوث ركود في الولايات المتحدة.
ثم استعادت الأسواق معنويات المخاطرة يوم الجمعة حيث صرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بولارد أن المخاوف من حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة كانت مبالغ فيها، ومع تلاشي قراءة توقعات التضخم في الولايات المتحدة، مما قلل المخاوف من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه الى رفع أسعار الفائدة بوتيرة قوية كما كان متصورًا سابقًا وأن مسار الفيدرالي سوف يدفع بالاقتصاد الأمريكي الى حالة ركود.
علاوة على ذلك، تعزز أداء المؤشريوم الجمعةمن خلال الأسهم الصينية حيث كثفت الحكومة الصينية جهودها لتحفيز الاقتصاد.
في الصين، ارتفعت الأسهم مع إغلاق تقريبًا جميع مؤشرات الأسهم الصينية الرئيسية على ارتفاع حيث تعهد المسؤولون الصينيون بتسريع التحفيز، ومع ضخ بنك الشعب الصيني (PBoC) أكبر قدر من السيولة في الاقتصاد منذ مارس. على مدار الأسبوع، تم دعم الأسهم من خلال تصريحات المسؤولين بأن الحكومة ستسرع عمليات الإنفاق المالي وتعزز سياسات الاقتصاد الكلي من أجل تعزيز النمو الاقتصادي ودعم قطاع البنية التحتية.
يوم الجمعة، ارتفعت مؤشرات الأسهم الصينية حيث ضخ بنك الشعب الصيني (PBoC) ما بلغ قيمته 60 مليار يوان (8.96 مليار دولار) من عمليات إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام، وهو المبلغ الأكبر منذ 31 مارس.
البترول:
لم يطرأ تغير على أسعار النفط (113 دولاراً للبرميل) خلال هذاالأسبوع.
ارتفعت الأسعار خلال تداولات يوم الاثنين، مدعومة بتعليقات الرئيس بايدن على توقعات النمو العالمي. وقال إن حدوث ركود اقتصادي بالولايات المتحدة الأمريكية ليسبالأمر “الحتمي “.
وواصلت الأسعار ارتفاعها خلال تداولات يوم الثلاثاء حيث تعززتعلى خلفية ارتفاع معدلات الطلب على الوقود في فصل الصيف بينما مازالت معدلاتالإنتاج ضعيفةبسبب العقوبات الغربية المفروضة.
ومع ذلك، انخفضت الأسعار في وقت لاحق خلال يومي الأربعاء والخميس على خلفية المخاوف المتزايدة من أن آفاق الاقتصاد العالمي ستعيق الطلب في نهاية المطاف. جاء ذلك في نفس الوقت الذي أقر فيه باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي أن الركود الاقتصادي هوأمر “وارد الحدوث” وأن الهبوط السلس قد يكون “صعبًا للغاية”.
وفي يوم الجمعة، عكست أسعار النفط خسائرهاالمتكبدة، حيث قفزت الأسعار على خلفية المخاوف بشأن نقص المعروض والإغلاق شبه الكامل للإنتاج في ليبيا، العضو التابع لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، بسبب الاضطرابات السياسية.