قال الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إن الهجرة النبوية كانت تمهيدًا لعَقْدِ دستورٍ عظيمٍ يقومُ على تعظيم المشتركِ الإنساني لكافةِ أهل المدينةِ المنورة على اختلاف معتقداتهم ومذاهبهم.
وأضاف عامر في بيان له، الأحد، أن الحبيبُ المصطفى صلى الله عليه وسلم وضع “وثيقةَ المدينةِ” التي نصت على عدد من البنودِ المدنيةِ الرائدةِ، والتي منها أنّ بين أهلِ يثربَ النصرَ على من دَهَمَهُم، وأن بينهم النصر على من حارب هذه الصحيفة.
وأشار إلى أنه فى ذكرى الهجرةِ المباركةِ تتجددُ أعلى معاني القيمِ السامية، والمبادئِ الإنسانيةِ الراقية، والنظمِ الحضاريةِ الراشدة، وذلك أن النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم لمّا هاجرَ إلى المدينةِ، وجد ما كان عليه الأوسُ والخزرجُ من الشقاق والاقتتال، فآخى بينهم جميعًا على اختلاف مشاربهم، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار، فكانت قيمُ الأخوةِ والاحترامِ تحتلُّ مركزَ الصدارةِ في بناء هذا المجتمعِ الراشد، ولم يتوقفْ الأمرُ عند هذا الحد”.
وتابع رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ:”كان هذا أساسٌ واضحٌ في أن الدفاع عن الوطن واجبٌ على الجميع، إذ أنّ الأمنَ يأتي في مقدمة المشترك الإنساني وأولوياتِ حاجةِ الإنسان، ومنها أيضا: أن بين أهلِ المدينةِ النصحَ والنصيحةَ والبرَّ دون الإثم، وهذا أصلٌ واضحٌ في إرادةِ إيصال الخير للجميع مهما اختلفت الآراءُ والمعتقداتُ بين أهل الوطن الواحد”.
وقال عامر:”بهذه المناسبة العظيمة أذكر نفسي والناس جميعًا بأهمية دراسة وقراءة وفهم “وثيقة المدينة”، والاستفادة منها في جميع أمور حياتنا، فهي دستور لحياة مدنية، تعمل على صناعة حضارة إنسانية راقية في كل المجالات”.
واختتم:”عام والناس جميعًا بخير وصحة وعافية وأمن وأمان، حفظ الله مصر شعبًا وقيادة سياسية حكيمةً وحكومة، ومتَع الله الجميع بكل نعمه سبحانه وتعالى”.