قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن السيدة نفيسة سميت بذلك من النفاسة وهو الشيء النفيس، منوها بأنها سليلة بيت النبوة.
مولد السيدة نفيسة
وأضاف جمعة، أنها ولدت سنة 145 هجرية، وهي بذلك أكبر من الإمام الشافعي بخمس سنوات، وأبوها كان أمير المدينة وهو الحسن الأنور، وهو ابن زيد الأبلج، ابن الحسن الكبير أخو سيدنا الحسين.
دعاء السيدة نفيسة كان مستجابا وأسلم على يديها 70 ألفا
وأشار إلى أن استجابة الدعاء للسيدة نفيسة وصلت إلى مرحلة أشبه بالمعجزات، منوها بأن السيدة نفيسة أسلم على يديها نحو 70 ألف يهودي، فأول مراحل الدعوة للإسلام تكون بإصلاح النفس أولا، قبل محاولة إصلاح وهداية الغير.
وذكر أن الناس كانوا يأتون إلى السيدة نفيسة أفواجا أفواجا لتدعي الله لهم ليشفيهم من الأمراض، وكانت متخصصة في أمراض العيون.
سبب حبها للعبادة منذ الصغر وملازمتها المسجد النبوي
وتابع: إن السيدة نفيسة كانت تحب العبادة منذ صغرها وكانت ملازمة للمسجد النبوي الشريف، فكانت نموذجا لما حدث في القرن الثاني الهجري من المثال الصالح الذي قدمه المسلمون للعالمين، وكان هذا النموذج في السيدة نفيسة.
وذكر أن تزوجت من سيدنا إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباخرة بن علي زين العابدين بن سيدنا الحسين، فإذا السيدة نفيسة التي هي من نسل الحسن تزودت إسحاق الذي هو من نسل سيدنا الحسين.
سبب امتداح السيدة نفيسة في وضوء الإمام الشافعي
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، إن السيدة نفسية رضى الله تعالى عنها عندما سئلت على الإمام الشافعي فقالت كان رجلا يحسن الوضوء فتعجب الناس من قولها، فقال العلماء إن قصدها من أن الإمام الشافعي يحسن الوضوء أي إذا صحت البدايات وضحت النهايات.
وأضاف المفتي قائلا: “أي طالما إن هذا الرجل يحسن الوضوء فقبله الله في رحمته، أي أن الله وفقه في الخطوة الأولى فيكون بذلك وصل إلى المنتهى”.
سيدنا الحسن الأنور
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن سيدنا الحسن الأنور كان أديبا وعالما، وكان عاشقا للنباتات والزراعة ومنتجات الفلاحة والخضرة وكانت تلعب عنده شيئا مهما جدا، ولا يمكن أن يسكن في بيته إلا وحوله مزرعة بها خضرة وثمار والطيبات، لافتا الى أنهم في الماضي كانوا يعمرون الأرض بالنبتة والنخل والشجرة، وسيدنا الحسن الأنور عاش ومات يحب الزرع.
وأضاف الدكتور على جمعة، أن سيدنا الحسن الأنور ظل أمير المدينة 6 سنوات وفى عام 55 وشى ضده بعض الرجال للخليفة المنصور حينها وزعموا أنه يريد أخذ الحكم منه فقام الخليفة بمصادرة أمواله وعزله من ولاية المدينة، ولكن بعد ذلك رد عليه أمواله وأعاده مرة ثانية لولاية المدينة بعد ان تأكد بأن الوشاية خاطئة وليست حقيقية.
وتابع الدكتور على جمعة: أنه عندما ترك الحسن الأنور ولاية المدينة تحرك لمصر لزيارة إسحاق المؤتمن ودخل مصر في عام 193 هجرية.
سبب تعلق المصريين بالسيدة نفيسة عن الحسن الأنور
ولفت إلى أن المصريين تعلقوا بالسيدة نفيسة عن الحسن الأنور، نظرا لطول بقائها في مصر، حيث مكث الحسن الأنور في مصر عام ونصف فقط بينما مكثت السيدة نفيسة سنوات عديدة، وكذلك عندما وصل الحسن الأنور لمصر كان عمره 85 عاما، فكان نشاطه قليل على عكس ابنته السيدة نفيسة التي كانت تبلغ من العمر 48 عاما، فكانت منخرطة ومتصدرة بين المصريين، وبالتالي كانت السيدة نفيسة أكثر تصدرا عند المصريين عن الحسن الأنور.