عرض المهندس/ أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، حجم التبادب التجاري بين مصر والعراق
أشار إلى أنه رغم أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين وصل إلى حوالي ٥٠٠ مليون دولار، إلا أن ذلك يمثل نسبة ضئيلة للغاية من حجم التجارة الخارجية للبلدين مع العالم، وهناك فرص كبيرة ومتنوعة لزيادة حجم التبادل التجاري بين مصر والعراق.
فيما يتعلق بالاستثمارات المشتركة، لفت الوزير إلى أن حجم الاستثمارات المصرية في العراق بلغ نحو ٢٠٠ مليون دولار، بينما بلغ حجم الاستثمارات العراقية في مصر حوالي ٥٠٠ مليون دولار، مؤكدًا في هذا الصدد أنه يمكن للجانبين زيادة حجم استثماراتهما بما يعظِّم من فرص التعاون ويدعم الاقتصاد الوطني في كلتا الدولتين.
جاء ذلك في كلمة الوزير خلال فعاليات مُنتدى الأعمال المصري العراقي، وذلك برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومحمد شياع السوداني، رئيس مجلس الوزراء العراقي، وبحضور عدد من الوزراء والمسئولين ورجال الأعمال بالبلدين.
وفي مُستهل كلمته، رحَّب وزير التجارة والصناعة بالوفد الرسمي من دولة العراق الشقيقة في بلدهم الثاني مصر، برئاسة محمد شياع السوداني، الذي يزور مصر في إطار انعقاد أعمال الدورة الثانية لـ “اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة”، مُعربًا عن سعادته بحضور رجال الأعمال العراقيين المشاركين في مُنتدى الأعمال المصري العراقي ، الذي يضم لفيفًا من رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين، إلى جانب عدد كبير من مسؤولي الجانبين.
وخلال كلمته، أكَّد المهندس/ أحمد سمير أن مصر والعراق تجمعهما علاقات تاريخية وثيقة، وأن كلتا الدولتين تنحدران من حضارات قوية ومؤثرة امتدت آثارها عبر التاريخ، مُضيفًا أن البلدين يرتبطان بعلاقات ثنائية استراتيجية في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، بما يجعل العلاقات بينهما نموذجًا يُحتذى به لـ “العلاقات بين الأشقاء” وما ترتكز عليه من تقدير واحترام متبادَل وتوافق في الرؤى إزاء مختلف القضايا الإقليمية والعالمية.
وقال وزير التجارة والصناعة إن مصر تتطلع للنهوض بمعدلات التجارة البينية بين القاهرة وبغداد لتعكس الترابط التاريخي بين البلدين، وذلك من خلال تفعيل الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف بين مصر والعراق، وبما يُسهم في الارتقاء بمنظومة التعاون الاقتصادي بين البلدين لمستويات متميزة لصالح الشعبين الشقيقين، وكذا الاقتصادين المصري والعراقي على حد سواء.
وفي السياق نفسه،
كما لفت الوزير إلى أن عقد منتدى الأعمال المصري العراقي يأتي في مرحلة مهمة من تاريخ العلاقات بين البلدين؛ حيث تولت حكومة جديدة مقاليد الحكم في العراق، وتسعى مصر إلى تعزيز علاقاتها مع مختلف الدول، خاصةً الدول الشقيقة وعلى رأسها العراق، موضحًا أن التعاون الثلاثي بين مصر، والعراق، والأردن يُعد فرصة نموذجية لتطوير التعاون التجاري والصناعي الاستثماري بين الدول الثلاث، مما سيعمل على رفاهية شعوبها.
وتابع: هناك العديد من الفرص المتاحة للتعاون بين البلدين؛ منها تأهيل المصانع العراقية المملوكة للدولة، والتعاون والاستثمار الصناعي المشترك في إطار التكامل الصناعي لمبادرة التعاون الثلاثي، وتنفيذ برنامج (النفط مقابل الإعمار)، وإعادة تشغيل فرع بنك الرافدين في القاهرة، بالإضافة إلى العديد من الفرص المتنوعة الأخرى.
وفي ختام كلمته، أعرب الوزير عن تمنياته بنجاح أعمال المنتدى، وأن يخرج بنتائج ملموسة، وأفكارٍ لمشروعات يمكن تنفيذها بشكل سريع ولها مردود إيجابي على البلدين.
وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمهندس محمد شيَّاع السوداني، رئيس الوزراء العراقي قد ترأسا اليوم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة أعمال الدورة الثانية للجنة العليا المصرية-العراقية المشتركة، بحضور عدد من الوزراء وكبار المسئولين من الجانبين المصري والعراقي.
وحضر الاجتماع من الجانب المصري الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، و سامح شكري، وزير الخارجية، والدكتورة رانيا المشّاط، وزيرة التعاون الدولي، والدكتورعاصم الجزّار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، و أحمد كمالي، نائب وزير التخطيط لشئون التخطيط، والسفير/ علاء موسى، مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، والسفير/ وليد إسماعيل، سفير مصر لدى العراق، و عمرو نور الدين، نائب رئيس هيئة الاستثمار، ومسئولي الجهات المعنية.
فيما حضر الاجتماع من الجانب العراقي كل من الدكتور فؤاد حسين، نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية، والسيد/ محمد تميم، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التخطيط، و بنكين عبدالله ريكاني، وزير الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة، و أثير الغريري، وزير التجارة، و زياد الرزيج، وزير الكهرباء، و أحمد نايف الدليمي، سفير العراق لدى مصر، و على محسن العَلّاق، محافظ البنك المركزي العراقي، و حيدر مكية، رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار، ومحمود التميمي، رئيس مجلس الخدمة العامة الاتحادي، وعدد من المسئولين العراقيين.
وفي كلمته خلال افتتاح الدورة الثانية للجنة العليا المصرية-العراقية المشتركة، توجّه المهندس محمد شيّاع السوداني، بالشكر لرئيس الوزراء وللوزراء المصريين على حفاوة الاستقبال التي لاقوها منذ قدوم الوفد الوزاري العراقي الذي وصل مصر قبل أيام، للمشاركة في اجتماعات اللجنة العراقية المشتركة.
وأعرب رئيس الوزراء العراقي عن سعادته بالتواجد فى العاصمة الإدارية الجديدة، قائلًا: أُبارك للحكومة المصرية وللشعب المصري هذا المنجز العظيم الذي يتسم بالكفاءة في التخطيط والتنفيذ، والذي ينُم عن رؤية للوصول الي تنمية حقيقية، وتقديم حلول لمشكلات البطالة والسكن وغيرها.
وأضاف: ما وجدناه هنا يستحق الإشادة، ونشعر باعتزاز أن أشقاءنا المصريين قد قاموا بتنفيذه بهذه الكفاءة، وهذه واحدة من أهم التجارب التي يمكن الاستفادة منها في العراق.
وقال: بعد زيارتنا الأولى فى مارس الماضى، كان هناك حرص على أن تكون أعمال الدورة الثانية للجنة العليا المصرية العراقية المشتركة، لها رؤية واضحة ومهام محددة يمكن تنفيذها وترجمة ما يتم التوافق عليه إلى حقيقة على أرض الواقع، في إطار تنفيذ الإرادة السياسية لتطوير وتعزيز علاقاتنا المشتركة.
وتقدم بالشكر للوزراء الذين شاركوا في الإعداد لهذه النسخة من اللجنة العليا المشتركة، وما توصلوا إليه من تفاهمات، وما تم التوافق حوله من مذكرات تفاهم، مُضيفًا: الشيء المهم الان هو تنفيذ هذه الاتفاقيات في أقرب وقت.
وأكد رئيس الوزراء العراقي عمق العلاقات التاريخية بين مصر والعراق، مشيرًا إلى أن البلدين تربطهما مصلحة وطنية وقومية، كما أن هناك العديد من مجالات التعاون التي تجمعهما سويًا على الصعيد الاقتصادي والسياسي والأمني.
وقال في هذا السياق: هذه العلاقة بين مصر والعراق تشكل جزءا من متطلبات الأمن القومي، وأمن المنطقة، فأمن العراق جزء لا يتجزأ من أمن مصر والعكس صحيح، مؤكدًا ضرورة استثمار جميع الفرص المشتركة لتوطيد علاقات البلدين، وتشجيع الشركات المصرية على تنفيذ مشروعات فى العراق.
وتطرق “السوداني” إلى الحديث عن آلية التعاون الثلاثية بين مصر والعراق والأردن، مؤكدًا وجود رؤية لتنفيذ هذا التعاون في المجالات محل التوافق.
وعلى الصعيد الإقليمى، أشاد رئيس وزراء العراق بمواقف مصر الداعمة دوماً للقضايا العربية، ومنها دعمها لدولة السودان الشقيقة، معربا عن أسفه لما يجري من أحداث في البلد الشقيق، ودعمه لجميع المبادرات الإنسانية لمساعدة الشعب السوداني.
وفي ختام جلسة المباحثات الموسعة التي ترأسها رئيسا وزراء مصر والعراق، وجّه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي بالعمل مع وزير التجارة العراقي لمتابعة تنفيذ ملفات التعاون المختلفة، وكذا تنفيد مذكرات التفاهم والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، وتقديم تقرير شهري حول مدى تقدم أعمال التنفيذ، مؤكدًا كذلك أنه سيبقى على تواصل دائم مع رئيس الوزراء العراقي لمتابعة تنفيذ هذه الاتفاقيات وترجمتها على الأرض.
وأكد وزير التجارة العراقي أن الفترة المقبلة ستشهد تنسيقًا كاملًا مع وزيرة التعاون الدولى للعمل على تنفيذ مذكرات التفاهم والاتفاقات، مشيدًا بالتعاون القائم مع الجانب المصري منذ بدء التحضير لأعمال الدورة الحالية للجنة العليا المشتركة.
وقالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي إنه منذ الدورة الأولى للجنة العليا هناك اتصالات مباشرة مع وزير التجارة العراقي، متوجهة بالشكر له على هذا التعاون الوثيق، وللوزراء المصريين واللجان الفنية ولجنة الخبراء من الجانبين، التي بذلت جهدا كبيرا للوصول إلى التفاهمات حول مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي وقعت اليوم.