مع التقدم في العمر، قد يواجه كبار السن تحديات جسدية ونفسية تؤثر على جودة حياتهم، مثل فقدان الذاكرة، التوتر، والاكتئاب. في ظل هذه التحديات، أصبح العلاج بالفن وسيلة فعالة لدعمهم، حيث يوفر بيئة إبداعية تتيح لهم التعبير عن مشاعرهم، وتحفيز عقولهم، وتعزيز الروابط الاجتماعية. فالفن ليس مجرد نشاط ترفيهي، بل هو أداة قوية تمنحهم الإحساس بالإنجاز، وتساعدهم على التعامل مع مشاعرهم بشكل صحي. في هذا المقال، سنكتشف كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة لتعزيز الذاكرة، وتحسين الصحة النفسية، وإثراء حياة كبار السن
فوائد العلاج بالفن لكبار السن
تحفيز الذاكرة والقدرات الإدراكية: يساعد الرسم والتلوين على استرجاع الذكريات وتحفيز الروابط العصبية في الدماغ مما يبطئ من التدهور الإدراكي لدى المصابين بالزهايمر كذلك تحفز الأنشطة الفنية التفكير الإبداعي وتعزز المرونة العقلية مما يحافظ على صحة الدماغ
تحسين الصحة النفسية وتخفيف الاكتئاب: يوفر الفن وسيلة للتعبير العاطفي مما يقلل من التوتر والقلق ،كذلك يساعد كبار السن على الشعور بالإنجاز مما يرفع من تقديرهم لذاتهم
تعزيز الروابط الاجتماعية والحد من العزلة :حيث توفر ورش العمل الفنية بيئة اجتماعية داعمة حيث يمكن لكبار السن التفاعل مع الآخرين والتواصل من خلال الفن كذلك تساهم الأنشطة الفنية الجماعية في تحسين مهاراتهم الاجتماعية وتقليل الشعور بالوحدة
تحسين المهارات الحركية والتنسيق العصبي العضلي: تساعد الحركات الدقيقة المطلوبة في الرسم والتلوين والنحت على تعزيز التناسق بين العين واليد كذلك تساهم الانشطه الفنيه في تحسين مرونة اليدين و تقليل تيبس المفاصل
كيفية تطبيق العلاج بالفن في حياة كبار السن:
ممارسة الرسم والتلوين بانتظام: يمكن لكبار السن تخصيص وقت يومي للانشطة الفنية حتى لو كانت بسيطة مثل التلوين أو الرسم بالالوان المائيه
الانضمام إلى ورش فنية جماعية: توفر هذه الورش فرصة للتفاعل الاجتماعي وتحفيز الإبداع
استخدام الفن كوسيلة للتواصل :يمكن لأفراد العائلة مشاركة كبار السن في الأنشطة الفنية لتعزيز الروابط الأسرية
أمثلة على برامج ناجحة للعلاج بالفن لكبار السن:
برنامج ذكريات ملونه لمرضى الزهايمر في بعض دور الرعاية يتم تنظيم جلسات اسبوعيه للرسم والتلوين مما ساعد العديد من المرضى على تحسين تفاعلهم الاجتماعي واستعادة بعض الذكريات
مشروع الفن والحياة في اليابان يتم استخدام الفن كعلاج غير دوائي لمرضى الخرف حيث أظهرت الدراسات تحسن في المزاج والذاكرة لديهم بعد ممارسة الرسم بانتظام
مبادرات محلية في مصر والدول العربيه في بعض المراكز الثقافية يتم تقديم ورش فنية لكبار السن لتعزيز تفاعلهم الاجتماعي ومساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم من خلال الفن
يُعد العلاج بالفن أكثر من مجرد نشاط إبداعي؛ فهو وسيلة فعالة لتحسين جودة حياة كبار السن، حيث يساعدهم على التعبير عن مشاعرهم وتحفيز ذاكرتهم، وتعزيز تفاعلهم الاجتماعي. من خلال الأنشطة الفنية، يمكن لكبار السن استعادة إحساسهم بالإنجاز والانتماء، مما يساهم في تحسين صحتهم النفسية والعقلية. ومع تزايد الاهتمام بالفنون كأداة علاجية، يصبح من الضروري دعم هذه المبادرات وإتاحتها على نطاق أوسع، لضمان حياة أكثر سعادة وراحة لكبار السن في مجتمعاتنا.
الكاتبه : فنانه تشكيليه
