يقول احمد امين الخبير في العلاقات الاسريه انه في الأصل، تُبنى العلاقات العاطفية على المحبة، الأمان، والدعم المتبادل. غير أن البعض قد يجد نفسه في علاقة تستنزفه نفسيًا وعاطفيًا، دون أن يدرك ذلك إلا بعد فوات الأوان. تلك هي العلاقة السامة، حيث الألم يغلب على الراحة، والقلق يطغى على الاطمئنان.
اولا: ما المقصود بالعلاقة السامة؟
يوضح امين المقوصود بالعلاقة السامة بانها علاقة غير صحية، يكون فيها أحد الطرفين (أو كلاهما) مصدرًا للأذى النفسي، أو العاطفي، أو حتى الجسدي. تتّسم هذه العلاقة بعدم التوازن، إذ يُثقل أحد الطرفين كاهله بالعطاء والتنازلات، بينما يتمادى الآخر في التسلط أو الإهمال أو التلاعب.
ثانياً: أبرز سمات العلاقة السامة:
الانتقاد المستمر والتقليل من الشأن:
إذا كان الطرف الآخر يستهزئ بك أو بأفكارك، يقلل من إنجازاتك أو يشعرك دائمًا أنك “لست كافيًا”، فهذه علامة خطر.
اللعب على وتر الذنب:
يلجأ بعض الأشخاص إلى دفعك للشعور بالذنب كلما عبّرت عن نفسك أو رفضت طلبًا، في محاولة للسيطرة العاطفية.
التحكم والغيرة الزائدة:
حين يتحوّل “الاهتمام” إلى مراقبة مفرطة، وأسئلة لا تنتهي عن تحركاتك، تصبح العلاقة خانقة لا تُطاق.
التلاعب النفسي (Gaslighting):
وهو أحد أخطر الأساليب، حيث يُقنعك الطرف الآخر بأنك تتوهم، أو أنك تبالغ في مشاعرك، حتى تفقد ثقتك بنفسك.
الانسحاب المتكرر دون تفسير:
الاختفاء المفاجئ ثم العودة وكأن شيئًا لم يكن، يجعل الطرف الآخر يعيش في حالة من اللااستقرار والقلق الدائم.
التهديدات أو الصمت العقابي:
استخدام التهديد بالهجر أو اللجوء إلى التجاهل لفترات طويلة وسيلة للضغط، يدل على علاقة غير ناضجة وسامة.
ثالثاً: كيف تحمي نفسك من العلاقات السامة؟
اعرف قيمتك:
الشخص الذي يعرف قدر نفسه لا يسمح لأحد أن يقلل منه أو يستهين بمشاعره. احترام الذات هو درعك الأول.
ضع حدودًا واضحة:
في أي علاقة، من الضروري وضع حدود تحميك نفسيًا وعاطفيًا. من لا يحترم حدودك، لا يستحق وجوده في حياتك.
ثق بإشارات جسدك:
غالبًا ما يرسل لنا الجسد إشارات حين نشعر بالضغط أو الخطر… صداع، توتر، أرق. لا تتجاهلها، فهي لغة لا تكذب.
اطلب الدعم:
سواء من صديق مقرب أو مختص نفسي، الحديث مع شخص خارج العلاقة يمنحك رؤية أوضح وأحيانًا شجاعة لم تكن تعلم أنك تملكها.
توقف عن تبرير الأذى:
“هو مر بتجارب صعبة”، “أنا السبب لأنه غضب”، هذه تبريرات قد تبقيك في علاقة مؤذية. لا أحد يستحق أن تؤذي نفسك من أجله.
اتخذ قرار الرحيل إن لزم الأمر:
الخروج من علاقة سامة ليس فشلًا، بل شجاعة. لانه من الطبيعي أن تعيش في علاقة عاطفية خالية من التلاعب والضغط النفسي