كشف كوري ميلز، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الأمريكي ورئيس لجنة القوات المسلحة، عن إجرائه محادثات غير رسمية في العاصمة السورية دمشق، التقى خلالها الرئيس السوري أحمد الشرع، في زيارة وصفها بأنها جاءت في إطار “مهمة لتقصي الحقائق”، نظمتها مجموعة من الأمريكيين السوريين المؤثرين في السياسة الأمريكية.
وأوضح ميلز أن اللقاء مع الرئيس الشرع، الذي استمر نحو 90 دقيقة، تناول إمكانية تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا من قبل الولايات المتحدة، إضافة إلى استكشاف مسار محتمل للسلام بين سوريا وإسرائيل. كما أشار إلى أنه سينقل رسالة شخصية من الرئيس السوري إلى الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، دون الكشف عن مضمون الرسالة.
وأكد النائب الأمريكي أنه يعتزم إطلاع ترامب ومستشار الأمن القومي مايك والتز على تفاصيل الاجتماع ونتائجه فور عودته إلى واشنطن، معتبرًا أن هذه المحادثات تمثل “نافذة محتملة” لإعادة تقييم العلاقة الأمريكية السورية، في ضوء التغيرات السياسية التي طرأت على الساحة السورية مؤخراً، مع تسلم أحمد الشرع رئاسة الجمهورية خلفاً لبشار الأسد.
وشدد ميلز على أن الإدارة الأمريكية أوضحت خلال الاجتماع ما تتوقعه من الحكومة السورية الجديدة، حال أرادت النظر في رفع أو تخفيف العقوبات، مشيرًا إلى أن أي تقدم في هذا الملف سيتطلب خطوات واضحة في مجالات مكافحة الإرهاب، والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية.
وتسعى حكومة الشرع إلى الخروج من العزلة الدولية التي فُرضت على سوريا خلال سنوات الحرب، والعمل على إنعاش الاقتصاد المتدهور، عبر إعادة فتح قنوات الاتصال مع الأطراف الدولية المؤثرة، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وكانت واشنطن قد أعلنت في يناير الماضي عن تخفيف محدود لبعض العقوبات، لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية والخدمات الطبية، لكنها لا تزال ترفض أي تخفيف إضافي دون تغييرات ملموسة في سياسات دمشق، خصوصًا في ما يتعلق بحقوق الإنسان والتسوية السياسية.