شهدت مصر انطلاق خدمات الجيل الخامس للهاتف المحمول رسميًا، في احتفالية أقيمت عند سفح الأهرامات بمحافظة الجيزة، بحضور عدد من المسؤولين بالحكومة وقطاع الاتصالات، وممثلي شركات المحمول العاملة في السوق المصري.
وفي كلمته خلال الفعاليات، أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن إطلاق الجيل الخامس يمثل نقطة تحول فارقة، ليس فقط من حيث سرعات الاتصال العالية، بل لكونه بوابة لقدرات تقنية غير مسبوقة تفتح المجال لتطورات جوهرية في قطاعات الصحة، والزراعة، والنقل، والصناعة، وغيرها من المجالات الحيوية.
استعرض الوزير محطات تطور الاتصالات في مصر، التي كانت من أوائل الدول العربية والأفريقية انضمامًا للاتحاد الدولي للاتصالات في القرن التاسع عشر، مشيرًا إلى أن استثمارات شركات المحمول في تطوير البنية التحتية منذ عام 2019 بلغت نحو 2.7 مليار دولار، ما يعكس ثقة كبيرة في القطاع وقدرته على جذب الاستثمارات وتحقيق قفزات تنموية ملموسة.
وأشار إلى أن مصر بدأت عام 2024 بمنح أول ترخيص لخدمات الجيل الخامس، تبعته باقي التراخيص، ما يدل على التزام الدولة بتسريع وتيرة التحول الرقمي. ولفت إلى إطلاق خدمات مثل الشرائح المدمجة (eSIM) والاتصال عبر الإنترنت الثابت (WiFi Calling)، لتسهيل وتحسين جودة الاتصالات دون أعباء إضافية على المواطنين.
كما أوضح أن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” تتضمن خطة طموحة لتغطية أكثر من 4 آلاف قرية بخدمات الاتصالات الحديثة، بدعم استثماري يتجاوز 9 مليارات جنيه، بهدف تحقيق العدالة الرقمية ووصول الخدمات إلى جميع فئات المجتمع.
وأكد الوزير أن وزارة الاتصالات تتبنى رؤية شاملة للتحول من قطاع خدمي إلى قطاع إنتاجي ومحرك للنمو الاقتصادي، مشيرًا إلى نمو عدد مستخدمي “مصر الرقمية” إلى أكثر من 8 ملايين مواطن، وارتفاع عدد حسابات العمل الحر الرقمية من 50 ألفًا في 2020 إلى أكثر من نصف مليون في 2024.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن التحول الرقمي في مصر ليس رفاهية، بل حق أساسي لكل مواطن، ومصدر قوة دافعة للتنمية الشاملة، مشددًا على التزام الوزارة ببناء مجتمع رقمي متكامل يضع المواطن في قلب أولوياته.
