موقع مصر الإخباري
مقالات الرأي

ماهيتاب عبد السلام تكتب:كيف تصبح نسخة أفضل من نفسك ؟

في أعماق كل شخص تسكن نسخة كامنة منه أكثر وعيا وأكثر قدرة على التعامل مع الحياه وما فيها من صعود وهبوط ،ولكي تصبح نسخة أفضل من نفسك لا يعني ان تتغير لتكسب رضا الاخرين بل ان تعود الى ذاتك الحقيقية وتنقيتها مما تراكم فيها من تصورات وأحكام وتعيد اكتشاف النقاء الأول الذي ولدت به ،أن تصبح نسخة أفضل من نفسك هو ليس مجرد شعار متداول بل هو رحلة مستمرة نحو النمو والتطور الذاتي تبدأ من الوعي بالذات وتمتد الى بناء العادات الايجابية واتخاذ القرارات الواعية، وهذه الرحله الداخليه تتطلب شجاعة للنظر في المرآة بصدق والقدرة على مواجهة ما يجب تغييره ،الغرض ليس البحث عن الكمال بل الصدق مع الذات والنمو من الداخل ورسم ملامح لنسخة أكثر وعيا وعمقا.
الخطوه الاولى نحو التغيير تبدأ بالوعي الذاتي ،ان تسال نفسك من انا ؟و ما الذي اريده ؟هذا هو اول الطريق ان نكون صادقين مع أنفسنا ونعرف نقاط ضعفنا وقوتنا دون انكار او مبالغه، فنحن لا يمكننا تغيير ما لا ندرك وجوده، لذا فإن الوعي هو اول بذرة للنمو ،ويلي الوعي مرحلة تقبل الذات والتي تعد اساس الصعود الحقيقي ،فالانسان لا يمكنه ان يتطور من مكان يكرهه والتقبل للذات لا يعني الاستسلام للواقع بل الاعتراف الكامل بما انت عليه لتتمكن بعد ذلك من الانطلاق نحو ما تريده ،ايضا عدم جلد الذات والرحمة بها هما اساس الاستمرارية في تطوير الذات،
وبعد ذلك نبدأ في تحديد اهدافنا وما الذي نريده (ان تعيش من دون بوصلتك الداخليه تجعلك تتارجح بين اراء الاخرين وتوقعاتهم) فلابد من وقفه مع النفس وسؤالها ما الذي يعطي معنى للحياه ؟وما هي القيم التي اؤمن بها ؟ومن هنا تبدا الاهداف الحقيقيه في الصعود الى السطح ،وبعد ان نحدد اهدافنا لابد ان نبني بعض العادات الصغيره المستمره ، ولكي نصنع الفارق في شخصيتنا ونصبح افضل ممانحن عليه يحتاج الي مجهود وتغيير عميق وهذا التغيير لا ياتي بين ليلة وضحاها بل ياتي من ممارسه عادات بسيطه يوميه بثبات مثل القراءه او ممارسه التامل او الكتابه كذلك تخصيص وقت للتامل الذاتي والاعتناءبالصحه الجسديه والنفسيه فهذه الخطوات البسيطه والمستمره هي ما تصنع الفارق.
وفي أثناء رحلتنا الى التغيير علينا أن نتعامل بوعي مع الفشل وقت الاخفاق، فالفشل ليس نقيض النجاح بل هو جزء من النجاح ذاته،لاتخاف من الوقوع بل خاف إذا توقفت عن المحاولة ،وكن على يقين أن الفشل درس وليس حكما نهائيا ،وهذا اليقين هو مايجعلك تتمكن من النهوض وممارسة السعي مرة أخرى بقوة أكبر ،هذه الرحلة هي رحلة طويلة ولكنها ليست مستحيلة وعليك اختيار رفاق الدرب أثناء الرحلة فهم مرأتك ومحفزك أو عائقك ولذلك اختار بحكمة من تصغي إليهم ومن تشاركهم احلامك، فأحط نفسك بأشخاص يشبهون رؤيتك يدعمونك ويدفعوك إلى الأمام ويؤمنون بك .
ان تصبح افضل نسخه من نفسك لا يعني الوصول الى نهاية المطاف بل الاستمرار في السير على طريق الوعي والنمو، فهي رحلة متجددة تبدأ من الداخل وتمتد الى كل ما نفعله وتنعكس على مفهوم حياتنا ونظرتنا لأنفسنا وللآخرين، قد نتعثر وقد تتباطأ خطواتنا في بعض الأحيان لكن كل لحظة هي وعي وكل قرار صغير يقربنا أكثر الى ذاتنا الحقيقية ،علينا ان نتذكر ان المثالية ليست هي ما نسعى إليه ولكن ما نريده حقا هو أن نكون أقرب ما يكون إلى حقيقتنا وأكثر انسجاما مع روحنا ففي نهاية المطاف رحلتك نحو ذاتك هي أثمن ما يمكن أن تعيشه.
الكاتبه فنانه تشكيليه

المزيد من الأخبار

جار التحميل....
موقع مصر
بوابة موقع مصر - أخبار مصر

يستخدم موقع مصر ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد