الثقافة المصرية … تحديد الهوية
بقلم : طارق رضوان – عضو مجلس النواب ورئيس لجنة حقوق الإنسان
وزارة الثقافة هي المنوط بها صياغة الرؤى وتحقق الاهداف التى لابد ان تسعي من خلال نشر الثقافة فى ربوع مصر وعدم حكرها على فئات معينة فى المجتمع، ومع هذه الرؤى لابد من إعادة بلورة وتتجسد فكرة الثقافة للمصريين لنشر الثقافة فى القرى والنجوع والمناطق النائية التى لم تنل نصيبها من الثقافة او اكتشاف المواهب والمفكرين لتكون نبراسا يضىء بالثقافة لأبناء هذه المناطق المحرومة من الجرعات الثقافية المناسبة .
لابد من تفعيل فرق دار الأوبرا المختلفة مثل أوركسترا القاهرة السيمفوني وفرق الموسيقي العربية ، والسيرك القومي ومسرح العرائس ، والاهتمام بدور النشر والمسابقات الثقافية المختلفة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ، وجب علينا إعادة تفعيل المكتبة الثقافية ، حيث تقدم الكتب بأثمان زهيدة لتصبح في متناول الجميع والثقافة الجماهيرية التى انشئت لنشر الثقافة والوعى فى القرى والنجوع .
قصور الثقافة في مصر وكيفية تفعيلها
تعد قصور الثقافة من أهم الجوانب التي يجب الاهتمام بها في أي مجتمع، فالثقافة هي الأساس الذي يحدد هوية الشعوب ويشكل قوامها. وتعد مصر واحدة من الدول التي تمتلك تاريخاً ثقافياً غنياً يمتد لآلاف السنين، وتحتضن العديد من القصور الثقافية التي تعبر عن تراثها الغني وتعزز هويتها الثقافية. ولذلك، فإن الاهتمام بقصور الثقافة في مصر يعد أمراً ضرورياً للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية.
توجد في مصر العديد من قصور الثقافة (ما يزيد عن ٦٠٠ قصراً للثقافة) التي تعكس تاريخ البلاد وتعزز قيمها الثقافية. من بين هذه القصور، يمكن ذكر قصور الفنون والمتاحف التي تضم مجموعات فنية وتاريخية هامة، مثل متحف الآثار المصرية ومتحف الفن الحديث والمعاصر. وتعد هذه القصور مراكز تعليمية وتثقيفية تستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم، وتعتبر واجهات مصر الثقافية. ولتفعيل قصور الثقافة في مصر يتطلب العديد من الخطوات والإجراءات. أولاً وقبل كل شيء، يجب توفير التمويل اللازم لصيانة وتطوير هذه القصور. يجب أن تكون هناك ميزانية مخصصة لصيانة المباني والمعروضات وتحديث التقنيات المستخدمة في العرض. كما يجب توفير الدعم المالي للأنشطة الثقافية والفنية التي تقام في هذه القصور، مثل المعارض والحفلات الموسيقية والمسرحيات. بالإضافة إلى التمويل، يجب أن تكون هناك استراتيجية واضحة لتسويق قصور الثقافة وجعلها مقصداً سياحياً وثقافياً. يجب تنظيم جولات سياحية موجهة للزوار لاستكشاف هذه القصور وفهم تاريخها وأهميتها. يمكن أيضاً تنظيم فعاليات ثقافية وفنية متنوعة في قصور الثقافة لجذب الجمهور وتعزيز الوعي الثقافي لدى المجتمع. علاوة على ذلك، يجب تعزيز التعاون بين قصور الثقافة والمؤسسات التعليمية والثقافية الأخرى في مصر. يمكن تنظيم ورش عمل ومحاضرات وندوات في هذه القصور بالتعاون مع الجامعات والمدارس والمراكز الثقافية الأخرى. يمكن أيضاً توفير برامج تعليمية وتثقيفية للطلاب والشباب لزيادة الوعي الثقافي وتعزيز الاهتمام بالتراث المصري.
في النهاية، يمكن القول إن قصور الثقافة في مصر تعد جوهرة ثقافية تحتاج إلى الاهتمام والحفاظ عليها. يجب توفير التمويل اللازم وتطوير استراتيجيات التسويق وتعزيز التعاون مع المؤسسات الثقافية الأخرى لتفعيل هذه القصور واستخدامها كمراكز تعليمية وثقافية تعزز الهوية الوطنية المصرية.
وتوجيه الوعي القومي للجماهير في مجالات السينما والمسرح والموسيقى والآداب والفنون الشعبية والتشكيلية وفي نشاط الطفل والمرأة والشباب وخدمات المكتبات في المحافظات والمنصات الاكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والاعلامي ، لابد من طرح مشروع الكتاب الأول لتشجيع الكتاب المبتدئين على النشر على حساب الثقافة الجماهيرية ورقيًا وإلكترونيًا ، وفى تلك الفترة عملت الهيئة على نشر الاستنارة الفكرية ، لتحقيق وعي ثقافي شامل لكل طبقات المجتمع ، وتحويل مسار الفنون للشارع المصري ، بدلا من اقتصارها على الطبقة المثقفة القادرة سواء ماديًا او جغرافيًا ، في جميع أقاليم القطر المصري ، لكي تؤدي دورها الفعال تجاه جموع الشعب في كل مكان حتى للبسطاء منه.
وضع رؤية واستراتيجية لإعادة تفعيل فرق الفنون الشعبية والتي تهدف إلي تأصيل لكافة الرقصات الشعبية بتعبيراتها الحركية وملابسها واكسسواراتها وبما تشمله من العادات والتقاليد من خلال الاستعانة بالمنهج العلمي ونقله الى خشبة المسرح بعد اعادة صياغته. والهدف هنا دمج الثقافات والعادات والتقاليد المصرية ونشرها في ربوع الوطن لترميم واعادة بناء الهوية المصرية بدلًا من السماح باستيراد العادات والتقاليد الاجتماعية المصدرة. ذلك لمراعاة عدد المصريين الذين يعملون بالخارج والتي يصل عددهم الي اكثر من ٧ ملايين مصري ويزيد بدول الخليج خاصة والعالم بصفة عامة .